لها .. فلا أدري عصفورة غيرها تقتلني ...
...
الشاعر
الذي ترميه بذرةِ ضبابٍ فتدميه
وبحرف ٍ قاس ٍ تقتله
الذي إن قلت له ( عنف ) يتكسر
و ( مرحباً ) تملكه
ذاك الذي
يسيل وجعاً لرصيفٍ يئن من أقدام البشر
وآهاتٍ على وردةٍ اتخذها النمل بيتا
وأنيناً على حديقةٍ تتسخ بالضوضاء
الشاعر
الذي يسقط كل صبحٍ من أعلى بنايات الندم
لأنه بقسوة قال لحبيبته : اسكتي
الذي إن رأى شحاذاً كسيحاً يرى في ثيابه بستان الرحمة
فيهرول تجاهه و يحضنه
الشاعر الحزنُ الوديعُ الناعمُ الملمس
دفترٌ من الصبار يلاحقه العناء
الشاعر أنثى ، يحيض ، و يحبل ، و يلد
الشاعر من قلب الله
ذاك الذي
إن تحدته الرياح انتصر عليها بالنسيم
وإن تحدته الأعاصير هزمها بالغناء
وإن هاجت بوجه البحور سكتها بابتسامةٍ
الشاعر
الذي طعنته حبيبته بخنجرٍ مسمومٍ و تركتهُ يردد :
إني أحبكِ تعالي ، تعالي إني أحبكِ
الشاعر
الذي يستيقظ فينظر مبتهجاً إلى السماء :
صباح الخير يا الله ، اغرق هذه الأرض بالحب
و ازرع الطيور على الشفاة ، والأزهار بالعيون
الشاعر
الذي يبكي لنخلة عانس
وينصت لشكوى اليمام فوق الغصون
ويتألم لحجرٍ واقف علي يديه بمنتصف الطريق
الشاعر
الذي تتعلم منه العصافير فوق الشجر الحنان
الذي إن غاب عن غرفته ليلة حنت إليه
هذا الذي ينثر المحبات على وجوه الأشياء
الذي يخرج إلى بيت للعصافير ويصير بينهم الأكثر طفولة
الذي يعانق شجرة عجوزة عقيما ليمنحها بهجة الأمومة
ويرى حمارا فيواسيه من قسوة الأنسان
ويعتني بجدار مال عليه الزمن فحناه
الشاعر
الغيمة الحبلى بالربيع
وحي يمشي على الأرض لا على الورق
يسرسب حواليه السكينة و الأمان
الشاعر
ذاك الذي
إن أوغل في الفراق اوغل به الحب اكثر
وأحرقه