أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18

الموضوع: عن الموت والحب والرحيل

  1. #1
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي عن الموت والحب والرحيل

    لساعات الرحيل حزن يدمي القلوب ، يحرق الأفئدة ويحيل الليل إلى نهار والنهار لا يدور لا يعلم إلى أين سيذهب ومتى الليل سيرحل كي يعود ، يطير النوم ويتغيّر المناخ ويتوه الوقت في الفضاء ، وتنعدم كل السبل أمام الحياة لتجلس تحت خط الاستواء تمامًا عاريًا مكشوفًا أمام نفسك وكل الكائنات من شدّة حرارة الموقف ولحظات الوداع ، فتأتي الدموع محمّلة بدفاتر الذكريات وأيام الشوق واللقاء ، مات فلان يرحمه الله كان اسمه فلان وكانت وكان وهذا هو حال الدنيا وحال الأنام .

    لطالما رأيت الموت يمشي من أمامي ومن خلفي ، يأخذ منّا ما نحب ومن أحبّنا ، ويترك لنا علامات وآثار لكي نتعظ وننتبه إلى ما هو قادم ، و نظرًا لانشغالنا بمصاب الفقد غالبًا لا نعير أي انتباه لكل ذلك ؛ فننخرط في الحزن والدموع تنفجر كينابيع اخترقت الأرض بعد أنْ ضاقت عليها بما رحبت ، ننسى أنفسنا ونغرق في أحزاننا ونتخيل من مات للتو ونكاد لا نصدق أعيننا ، أهذا من كان قبل قليل يكلمنا وتشع البسمة من وجهه ؟ما به لا يحرك ساكنا تخاطبه فلا يرد عليك تهمس في أذنه فلا تسمع جوابا ، تنظر من حولك وفي كل الوجوه فترى حالهم لا يختلف عن حالك ، غير أنّك لست مصدق أنّهم يعانون مثلك ، فلكل حزن إحداثياته الخاصة وظروفه وتشكيلاته التي بُنيت على حسب ما شكلته الأيام والشهور والعقود من أحداث ، لكنك لا تقتنع أنّك مثلهم فحالة التعب المصحوبة بالذهول تأخذك بعيدًا وأنت تدور بين نفسك وعقلك عن منفذ يخرجك من فوضى الألم وثورة الوجع وانتفاضة الأنين عليك وأنتَ تخنقك العبارات من هول نار الزفير ولهيب الشهيق وصدرك ينتفخ وينقبض بشدّة فيخيّل إليك أنّك ستتمزق وتتناثر في أية لحظة ، فماذا لو كنت وحيدًا ومرّرت بذلك يا قلب يا إنسان ؟

    الحزنُ مشروع والدموع لها حضورها الذي يخفّف بعض الألم ويطفئ شعلة اللهب في صدر كأنّه بركان يتفجّر تسمع فيه صوت العظام وهي تطقطق من خفقان القلب وانقباضاته التي تفوق قوة الزلزال . ولكنّ الموت حق وكلنا سنموت وستصبح أيامنا هذه ذكريات لها حضورها بقدر تأثيراتها على القلب والعقل ، نبدأ من الأمّ قلب الدنيا النابض إلى الأب عماد البيت والأسرة ، مرورًا بالأخت والأخ والزوج إلى الأبناء زينة الحياة الدنيا والأقارب والجيران ، لنصل إلى الحبيب ثمّ الصديق ، فلكل واحد منهم وجود خاص به وله ، وللقلب ميزانه وذاكرته التي لا تمحَ ، و نتذكّر كل ذلك في لحظات الفراق وما يعقبها ويا لقسوتها من لحظات !.

    في حياتي مرّرت - كما هو حال الجميع – بأيام الموت وما رافقها من عذاب منها ما ذهب لحاله نتذكره على عجالة فنذكره بالرحمة ، ومنها ما بقيّ في القلب لا يغادره فهو فيه مقيم ، وحضوره وغيابه عن شبكية العين والمخيخ له طقوسه الخاصة وألمه الذاتي فلا يشعر به أحد ولا يقيّم حجم غيابه سوى أنت ، وقبل قليل أيقظتني أختي أم إبراهيم رحمها الله ، ورأيتها كأنّها أمامي ، لا أدري ماذا حدث لي ، ففي لحظة رأيت كل أيامي التي عشتها معها تمرّ أمامي ، أتذكّرها وأكاد ألمسها بيديّ ، ثمّ أعود إلى واقعي فأقول رحمها الله فقد ارتاحت من هذه الدنيا وهمومها ، هكذا نقول جميعًا ، وهكذا سنقول غدًا أو بعد غد أو بعد سنيين فالعلم عند الله تعالى متى سيكون الرحيل .

    وكما للأهل حضور في القلب فللأصدقاء حضور كبير أيضا ، وصديق القلم لا ينسَ أبدًا ، فهو من شاركك أفراحك وأتراحك ، وهو من نصحك ووجهك وطيّب خاطرك بكلماته العذبة والجميلة ، وأمدّك بقوة معنوية كبيرة ، فلم تعد تخشى لحظات الضعف التي كانت تنتابك وأنت تكتب ، فتنطلق بثقة وعزم كبيرين ، صديق القلم له جمال مختلف ، وصديقك الآخر له حضور غير عادي أيضا والصداقة تبقى هي الصداقة بمفهومها النقي العذب .

    وعن الحبيب والحب والرحيل ، لن أتكلم كثيرًا ، فلطالما سألت الله تعالى أنْ يكون رحيلي قبل رحيله ، غير أنّ لله حكمة بالغة في كل شيء ، فلم أعد أتمنى أي شيء من جهة الرحيل وسلمت الأمر لصاحب الأمر ، وقلت ذات يوم في نفسي إنا أحب كل أهلي و حبيبي وأصدقائي وهم أيضًا يحبونّني ولو تمنيت الموت قبلهم جميعًا ومتّ فعلًا فكيف سيكون حالهم ؟ وأنا الذي لا يريد أنْ يتألم لموتهم أتراهم لن يتألموا هم أيضا ؟ وكيف بحبيبي بشكل خاص لو رحلت أو رحل عني ؟ يا الله كم نحن ضعفاء ! وكم نحن قساة على أنفسنا ! أليست هذه الدنيا لو دامت لغيرنا ما اتصلت إلينا ؟ لذا تركت السؤال والأماني للغفور الرحيم ، وقلت إنّ خير ما أفعله لهم هو أنْ أكون نعم الابن للأم والأب وأن أحفظ حقوق الأخوة والصداقة وحقّ الحبيب بما يرضي الله تعالى ، وحسبي أنْ أراقب نفسي وأرجو النجاة لي ولمن أحب ، وأنْ أقرأ قبل النوم آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة لأنام على وعد بيوم جديد أو حياة أخرى نتوسم فيها الخير بحسن الظن بإلهٍ لا تعدل عنده الدنيا وما فيها جناح بعوضة ، وقد أمسك عنده تسعة وتسعين جزءً من الرحمة وهي للبشر جميعا ؛ فبأي حال أقبل أيّها الإنسان وضع أمام ناظريك أنّه سبحانه غنيّ عنك وعن عذابك ، فأقبل ولا تدبر والموت نهاية كل شيء والرحيل إلى الحياة الأخرى له وقت معلوم ينتظرنا ولا نعلمه .

    أطال الله في عمركم جميعًا وأحسن ختامنا وثبتنا وإياكم على دينه في الدنيا والآخرة .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية حسنية تدركيت أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : طانطان
    المشاركات : 3,596
    المواضيع : 313
    الردود : 3596
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    الأمر لله من قبل ومن بعد , أخي الأديب راضي الضميري لقد عبرت عما أحسه أحيانا كثيرة , لكن أخي ربما نغفل عن حقيقة الدنيا وأنها قنطرة نعبر عليها إلى دار الخلد , ولو قدر لأحد أن يخلد لكان ذلك لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام , برد اليقين والإيمان يخفف من حقيقة أن الموت والفراق شيء مؤلم , ورحمة الله أوسع وأشمل ولاشك أن الله برحمته سيشملنا ويغمرنا بلطفه فلا رب لنا سواه ..جزاك الله خيرا أخي راضي الضمير وأسعدك في الدارين .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttps://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM

  3. #3
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    أخي العزيز الأديب راضي ضميري
    إن النصوص كائنات حية فهي تمدنا بالطاقة واي كانت هذه الطاقة سواء أكانت طاقة ألم يخطه الإبداع أم طاقة جنون فن تمر بحمة الأماني وتحترق تحت صرير القلم كما يحترق الذهب الخالص الا انها عالم يعيشنا ونعيشه ..نصك هنا يختزل بإبداع مدهش الحياة بكل مقوماتها بأحزانها وأوجاعها بفراقها ولقائها , نص بالفعل يمثل قطنة جروح مطهرة وبلسم يداوي بل يمثل كأس ماء بارد تقدمه لك يد الصدفة في الصحراء , نص ينسج من خيوط الوجع أكيل ورد لم ينبت في الثرى وكأنه نبت في الغمام ..الأمر دائما وأبدا لله تعالى ..ربنا يتولى موتانا برحمته ويمد أحيائنا بالايمان الى أن نقابل وجهه الكريم ..
    دمت اخي بكل خير .
    [/SIZE]

  4. #4
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    الأخ والحبيب راضي الضميري
    ما أصدق ما كتبت أخي ، يبدو أننا نعيش في أيامنا العادية وكأنه لا موت ، ثم ينزل علينا الخبر كالصاعقة ، فلا أدري أنبكي الميت أم نبكي أنفسنا إذ تذكرنا فجأة أن هناك موت ؟
    خاتمة مقالتك في غاية الروعة ، والله لقد كدت تنجح في اعتصار الدمع من عيني لو لم يسعفني الممرض بقوله أن هناك مريضة في غرفة الطوارئ .
    أخي راضي أرجو أن أكون صديق قلم لك ، فلعلك تذكرني بخير في يوم من الأيام .
    أطال الله عمرك بالخير ومتعك بالعافية ، ورزقك السعادة في الدارين .
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  5. #5
    الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : في قلب النور
    المشاركات : 1,795
    المواضيع : 112
    الردود : 1795
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    يالهذا البهاء والطهر والجمال الذي خالج روحي هنا ..!
    نثارات حكيمة شجية أنيقة ورقيقة وتفوح شذا من عميق الشعور ..
    دمت بكل الود والتألق الدائم أيها الأديب الكبير وأخي العزيز راضي الضميري
    تقبل تحيتي وكل تقديري
    ولاعدمناك قلماً معبراً ومؤثراً كعادتك
    قلت مرة :
    غداً نكرر للشمس بعد الممات :
    أشرقي أو لا تشرقي إنما الدنيا ظلام !

    للموت قشعريرة لاشك تكوي المُهج
    وللرحيل احتراق لايزول أثر ميسمه
    وكذا للحب آثار من الإستحالة أن تمحى بمضي الزمان
    تقبل الله منك دعوتك الطيبة النبيلة في آخر المقال ورزقك بمثلها وزيادة
    سلمت ودمت في كل حال وبألف خير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الحبيب الصديق / راضي الضميري

    حرفك ينفذُ في القلوب برقته و عذوبة لفظه , و يضفي هالة من السكينة و الهدوء على قلوب أفجعها الفقد و آلمها رحيل الأحبة .
    نعم أيها الجميل هو فراق آني دنيوي حتى يأتي اليوم المعلوم الذي تعود فيه الطيور المهاجرة إلى أراضيها التي نتمناها خضراء , بل و التي يجب أن نعمل و نكدّ و نجتهد لتكون خضراء , و كما قلت أملنا في الغفور الرحيم أكبر من أن تقف أمامه جحافل القنوط .
    و لكننا كبشر خلقنا في كبد , و تلك مشاعرنا تطغى علينا أحيانا فتطمسُ نور البصيرة في لحظات اليأس و الألم المرير , و لكننا دوما ما نسترجع أملنا لأننا على يقين بلقاء قريب , أو لأننا نعرف بأنّ هناك عدالة ربانية لا نظلم فيها و لا نحزن أبدا, أو لأنّ ما نقدّمه اليوم سنجده غدا خيرا كان أم شرا .
    هكذا نحن سنظل بضعفنا الذي لا توازيه القوة بالمفهوم المرادف للضعف , و إنما قوة الإيمان و التي هي السبيل الوحيد لكي نحافظ على اتزان العقل و القلب معا .

    أسأل الله أن يجمعك و أحبائك في أراضيه الخضراء .
    أحبك في الله ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    الصورة الرمزية خالد الهواري قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : مصر
    العمر : 47
    المشاركات : 1,820
    المواضيع : 57
    الردود : 1820
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    ساقراء اولا وثانيا ثم اعود برد
    ولكن اولا احببت ان احيك علي روحك الجميلة التي دائما ما تدفعك لان تكون بجوار من هم مثلي
    واحي ردودك القيمةواخلاقك العالية فانا من اشد المعجبين
    هههههههههههه

    ساعود
    خالد الهواري
    انظر الي خيل هوارة تري عجبا _ في سيرها عندما يسري بها الساري لم تفخر الخيل قط براكبها_ مالم يكن فوق ظهر السرج هواري

  8. #8
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسنية تدركيت مشاهدة المشاركة
    الأمر لله من قبل ومن بعد , أخي الأديب راضي الضميري لقد عبرت عما أحسه أحيانا كثيرة , لكن أخي ربما نغفل عن حقيقة الدنيا وأنها قنطرة نعبر عليها إلى دار الخلد , ولو قدر لأحد أن يخلد لكان ذلك لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام , برد اليقين والإيمان يخفف من حقيقة أن الموت والفراق شيء مؤلم , ورحمة الله أوسع وأشمل ولاشك أن الله برحمته سيشملنا ويغمرنا بلطفه فلا رب لنا سواه ..جزاك الله خيرا أخي راضي الضمير وأسعدك في الدارين .
    ونحن في رحلة وعابري سبيل ، كم نتمنى أن لا يكون ظلنا على هذه الأرض ثقيلا ، فتحتها هناك ما هناك يا ندى الصبار.

    والفراق آتٍ لا محالة ، وعلينا أن نستعد له جيدًا ، ورحمة الله وسعت كل شيء ، صدقت يا أختاه في كل حرف نثره قلمك وقلبك الطيب النقي .

    نسأل الله العفو والعافية والنجاة للجميع .

    كوني بخير

  9. #9
    الصورة الرمزية مينا عبد الله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : حيث تكون روحي
    العمر : 42
    المشاركات : 2,091
    المواضيع : 110
    الردود : 2091
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    كم من الحزن يسكن النفوس ... على فقد أحبة لنا

    بالامس القريب كنت أظن ان الموت يمس كل أحبة الآخرين .. إلا إحبتي ، اصدقائي ، القاطنين في القلب

    وعلى حين غفلة مني سرق الموت وبفترة متقاربة حبيبين ... بعدها تعلمت ان الموت رفيق الخطوة ولكننا غافلون


    استاذي الفاضل راضي الضميري ...

    لك التحايا والتقدير

    مينا
    أنفاسي خطواتي نحو الممات .. و ربما تبقى لي ذكريات .. هكذا علمتني الحياة

  10. #10
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريفة العلوي مشاهدة المشاركة
    أخي العزيز الأديب راضي ضميري
    إن النصوص كائنات حية فهي تمدنا بالطاقة واي كانت هذه الطاقة سواء أكانت طاقة ألم يخطه الإبداع أم طاقة جنون فن تمر بحمة الأماني وتحترق تحت صرير القلم كما يحترق الذهب الخالص الا انها عالم يعيشنا ونعيشه ..نصك هنا يختزل بإبداع مدهش الحياة بكل مقوماتها بأحزانها وأوجاعها بفراقها ولقائها , نص بالفعل يمثل قطنة جروح مطهرة وبلسم يداوي بل يمثل كأس ماء بارد تقدمه لك يد الصدفة في الصحراء , نص ينسج من خيوط الوجع أكيل ورد لم ينبت في الثرى وكأنه نبت في الغمام ..الأمر دائما وأبدا لله تعالى ..ربنا يتولى موتانا برحمته ويمد أحيائنا بالايمان الى أن نقابل وجهه الكريم ..
    دمت اخي بكل خير .
    أحيانًا ننسى أو نتناسى وتاخذنا الحياة وتبحر بنا فنضيع في مشاغلنا ، غير أنّنا نستيقظ فجاة على وقع الفقد ؛ والوجع ينام في مدخل القلب تمامًا كي يراقب الهواء الداخل والخارج منه وإليه ، وكي يتأكد أنّ الدم قد وصلته الرسالة وأنّ الاحتراق بكامل أناقته وطاقته يعمل .
    الرحيل واجب و غير مزعج حين لا ننسَ أنّنا مجرد ضيوف على هذه الأرض .
    كوني بخير أختي العزيزة شريفة
    كوني بخير دائمًا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ( سيدةُ العشق والرحيل )
    بواسطة كفاح محمود كريم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-08-2008, 07:21 AM
  2. ملحمة الصمت والرحيل
    بواسطة صالح أحمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-08-2006, 11:32 AM
  3. ملحمة الصمت والرحيل
    بواسطة صالح أحمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-05-2006, 01:08 AM
  4. الموت والحب
    بواسطة زرقاء اليامة (أميره) في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31-08-2005, 02:18 AM
  5. النخيل والرحيل
    بواسطة بن عمر غاني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-10-2004, 10:53 AM