فكرة ل / نور الأنثى /...
نور الأنثى كتبت بالاحمر
عمر امين كتب بالاسود
سلسلة مشتركة بالاحمر والاسود
********
الى روح " ندى سلطان"
********
" ندى"...لما قتلتكِ العمامة ؟؟
لماذا خنقتني أيتها العمامة؟؟
أنا الجميلة المسالمة
لم تتذوق بعد فاكهة الصيف
حسبتكِ في سمائي حمامة
حسبتكِ ببغاء يصيح :
"أين صوتي؟؟"
"أين قوتي؟؟"
أحرم كل طائر/ حرية من قليل الأكسجين
أريد الكل بين مطوياتي كالسجين
ومن يدي سوف يأكل الحمام حبوب الدم
هو الأمر عادي
في بلاد الفرس والفرسان
حيث الحب والكره يلتقيان
وعلى سرير واحد
ينامان
كم من الكراهية رُميت عليّ!
أنا الشابة ذات 27 سنبلة
كثيرة حدّ أنّي ما عدتُ أخافها
كثيرة حدّ أنّ حفرة قبري في زمانكم
أصبحتْ وطنا يجلس فوق قنبلة
أشكر الرماة فوق السطوح
اختاروني كنجمة من بعيد تلوح
حسبوني تمثال حرية
نزل الى الشارع يصيح
ومن نوافذ غرفتي
من شريط أخضر في يدي
غالبا ما سوف تثقب نسماتي الشمالية
رياحكم الشرقية
أصيح في وجهكم:
دعوني أحيا...ومبتغاي...
دعوني أرى شروق الشمس قبل سواي
قبل عيونكم الهمجية
دعوني أحتج
والأرض تحتي ترتج
أما حياتي المنتهية
فيَدُ الجموع الخضراء
ذات القوة والرقّة الالهية
هي التي سوف
من هنا
من علٍ
ستُنهيكم...
وتُنهيها...
سآتي بك
في كل الأحوال يا أيها الموت
لاأحب ضجيجك / ندى/
أيتها الندية...
انني انتظرك في شوارع طهران
وقد نفد صبري
ياطالبة الفلسفة...
لاتوجهين هنا الدفة...
من أجلكِ أطفأتُ الأنوار
شحدتُ السكاكين
ودعمتُ قبضة الهراوات
وفتحتُ باب الجحيم...
رجال الدين لايحبون
كل ملاك فوق عماماتهم يطير
هو شيطان رجيم...
يا عاشقة الحرية
تعاليْ من فضلك
تعالي...اقتربي
؟؟؟ بأي قناع ثورة ترغبين؟؟؟
سأفجر فيك قنابلي الغازية
أو أتسلل وأسرق حياتك الندية
في رمشة عين
لن أهتم بك
يا عمامة الغش
أيتها الظاهرة الكلامية
أيتها الأسطورة الورقية
سمّمني بدخانك الفيروسي
أو كنْ الغول الذي حلمت به طفلة
أطيقكَ حد الاشمئزاز
كلما لوحتَ لي بقنابل الغاز
سأتحداك الاسطورة الثورية
التي ألمح فيها طرف معطف الحرية
ووجه عجوز شاحب من فرط الخوف
أنت تخافني...
تخاف صياحي
يقضمكَ صوتي
وقبضتي في الهواء
حيث تسكنين / ندى/
سوف نشرب نخبا أخيرا
لمنزلك المدمَّر
لروحك التعيسة
سنستمتع بهذا العالم الوحش
بعيونك الميتة
الحرس الثوري لايشبه شيئا:
صامت هو...صنديد
يفعل مايريد...
يصهر الحديد من جديد
سيداعب جلود الغربان
المحلقة في شوارع طهران
كم بتّ أعرفها جيدا
شجاعتك هذه العنيدة والجشعة!
عندما يخبو المغيب لاتصعدي السطوح
وتهتفي "ديكتاتور...ديكتاتور!!!
سأكون هناك أدور
لأحولكِ من حية الى ميتة
لم يعد ثمة ما يهمّني بعد الآن
فنهر الحرية يجري
وسيبعث طائر الفينق من جديد
وميدان /تينانمين/ في الصين
نجمة هنا تلمع
أنا /ندى سلطان/
وجه التراجيديا
والرعب الأخير يلازمكم
سأموت...
وليكن الموت أبياتا فرحة
أموت ليعيش الآخر
لتلد امرأةُُ امرأة حرة
/ندى/ أخرى...
أغمض عيني أمام انحطاط الحياة
يوما...نعم يوما
سأعود من نزهتي السماوية
والنار تتوهج فجأة
في مدفأة الحرية
وحدها صرخة حمامة تحطّ على السقف
من حين الى حين...
تكسر الخوف
تهتف:
"لقد علّمتُ نفسي أن أعيش بشجاعة وحكمة
لقد علّمتُ العمامة كيف تغتال الحمامة"
ويسيل دمي بماء االورد
وداعا طهران
وداعا أبي...اعْتني بالشارع
اعتني بجثتي...
لاتعملْ كعامل نظافة في أزقة العمائم
دعْ بقايا دمي شاهد عيان
انتهاكا
مارسه الظلم ضد حقوق الانسان
.
.
.
الرحيل الآن
لقد آن الآوان
ندى سلطان