نفوسُكم
تلكَ التي تعلو تارةً كالجبال.
وتنخفضُ كالهاويةِ تارةً.
تلكَ التي تسكنُ في أقصى جوزاءِ ذواتِكُم.
هادئةً,, مشعّةً,, محدّقةً,, كعينيِّ قطةٍ في الظلام .
أو تنطلقُ مسرعةً,, مجنونةً,, كالشهبِ المشتعِلَة .
ما هي
إلا نفوسُكم العجيبة ذاتها !! التي تتوثَّب دائماً للتحرُّر.
وتتوقُ دائماً لتحطيمِ قيودِها .
وإذا ما حطَّمت نفوسُكم كلَّ القيود ,,,لا بدَّ أنْ تشْرَعَ بتمزيقِ الثيابِ عن أجسادِكم ,,
(ألم نرَ كيفَ يمزِّقُ المراهقونَ ثيابَهم في الغرب؟؟؟)
وإذا ما نالت نفوسُكم الحريَّةَ كاملةً,, (على المستوى الشخصي)
تتوق لتتحرَّر من الحريَّةِ نفسِها,,, فتُقدم على الإنتحار!!!
(ألم نرَ كيف ينتحرُ المراهقونَ أيضاً في الغرب).
لذا,,,
لا بدّ من قيودٍ لنقيّد هذة الحريَّة
لأنّها لو أفلتت تماماً,, ستكون مثل فرسٍ هاربة,,أو مثل عربةٍ بدون ِكوابح,,, تطيرُ على دروبِ الحياةِ طيراناً مجنوناً ,,محطمةً تحتَ سنابكِها أو عجلاتِها كل شيء,,, وأي شيء!!! .
القيود المقدّسة
حدودُ الله
القيودُ التي لا تقتُل كرامَة ,,ولا تجرحُ كبرياء
القيودُ الحريريَّة النّاعمة,,, التي لا تتقرَّحُ منها بشرة ,,ولا تنكسرُ منها عظام
قيودُ الإيمان بالله ,,,قيودُ الضمير
فهي الوحيدةُ القادرة أن تربطَكَ بانسانيّتِك !!
وإن لم ترتبطْ بالإنسانيّة,,
فلا يمكنكَ العيشُ بسلامٍ ,,أو بلا سلام,, على هذا الكوكب
الذي جعله الله
مهداً للإنسان
إذا أردْتَ أن تكرمَني
فلا تعْطِني من مالِك
لأنَّني,, والحمدُ لله لستُ محتاجةً له
ولأنَّني متأكِّدة
أنَّني لن أحتاجَه طالما لديَّ كسرةُ خبزٍ ,,وبصلةٌ صغيرةٌ ,,وجرعةُ ماء .
ثم لأنَّني متأكِّدة,, أنَّني لو قبلتُ مالَكَ تحتَ ضغطِ كرمِكَ ,,وحيائي
ستصغرُ نفسي أمامِي!!
ولن تعودَ نفسي كما هي,, إلا عندما أردُّ مالَكَ,, وأكثر
لذا,,,
إذا أكرمتني فعلاً,,,, فلا تعْطنِي إلا من روحِكَ, وضميرِك, ووجداِنك وحبِّك الحقيقيّ
لا تخذلْني ,,
لا تطعنْ ظهري ,,
ولا تتخلَّى عنِّي في الشدَّةِ الكبرى
هذا هو الكرم الأعظم, الذي لا أستطيع نسيانَه أبداً
أبداً
إقطفْ زيتونَك واعصرْه,, واشربْه هنيئاً
تشكرُكَ الشجرة!!
أفلا ترتاحُ الأمُّ من ألمِ الخيرِ الذي في صدرِها عندما ترضعُ ُوليدَها؟؟؟
يا إلهي ,,حتى حَمَلَةُ الخيرِ يتألمون!!!