عَلَى رِسْلِكَ يَا قَلْبُ
بقلم / ربيع السملالي
عَلَى رِسْلِكَ يَا قَلْبُ ، مَا لِي أَحُسُّكَ تَضْطَرِبُ ؟
مَا شَاْنُكَ تَرْتَعِدُ ..تَكَادُ تَقْفِزُ ..وَتَتَدَحْرَجُ ..
أنَا مَا عَهِدْتُكَ رِعْدِيداً تَمُوتُ فَرَقاً ، خَوفاً ، وَوَجلاً ..
أَمِنْ أَجْلِهَا تَخُونُكَ شَجَاعَتُكَ فَلاَ تَجِدُ مَعَ الصَّبْرِ صَبْراً ؟
مُذْ أَصْبَحْتَ تَسْكُنُ فِي غَابَاتِ الْمَشَاعِرِ ، وَأَدْغَالِ الأحَاسِيسِ ، وَحُقُولِ الْعَوَاطفِ الْجيّاشَةِ تخلّيْتَ عنْ سِلاَحِكَ .. بَيْنَمَا هِيَ تَرْفَعُ فِي وَجْهَكَ سَيْفَ دَلَالِهَا وَحُبِّهَا الْقَاتِلِ ، أَلَمْ تَرَهَا كَيْفَ تَمْتَشِقُ ابْتِسَامةَ الرِّضَا والاطْمِئْنَانِ والسَّكِينَةِ وَكَأَنَّ الأمْرَ لاَ يَعْنِيهَا ؟
هَدَاكَ اللهُ يَا قَلْبُ ..عُدْ كَمَا كُنْتَ مِنْ قَبْلُ ..كُنْتَ تَعْذِلُ أَهْلَ الْعِشْقِ ، وتُعَنّفُهُم ، وَتَسْتَهْزِئُ بِهم ، فَمَالَكَ الْيَوْمَ تَعُومُ فِي مَسَابِحِهِم ، وتَسْتَحِمُّ فِي أعْمَاقِ بُحُورِهِم ، ؟ وتُرَدّدُ مَعَ الْمُتَنَبِي قَوْلَهُ :
وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني ...عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا
فَخَفِّضْ مِنْ قَلَقِكَ ، وَكَفْكِفْ مِنْ دُمُوعِكَ ، وَهَدِّئْ مِنْ رُوعِكَ ، فَصَاحِبَتُكَ الّتي سَتَلْقَاهَا بعْدَ سُوَيْعَاتٍ قَلِيلَةٍ تَنَامُ تَحْتَ لِحَافِ احْتِرَامِكَ وتَقْدِيرِكَ وَمَوَدّتِكَ......
16 / 03 / 20012