رِفقاً بِرُوحٍ أَنْهَكَهَا الْجَوَى الْمُخَامرُ،الْمتطاوِلُ في الصَّدْر..أَدْنَفَهَا التِّيهُ الطَّويلُ بينَ الْبَرِّ وَالْبَحْر.. أَضْناها غبارُ
ذِكْرى يُهَدْهِدُهُ الرِّيح..يَتَمَوَّج..يَشُقّ ُ الْعُبابَ فِي رِفْقٍ ..يَبْحثُ لَهُ عنْ مُسْتَقَرّ ..
روحٌ تائهةٌ في يمِّ موتِ الأحْلام وَاحْتِضَارِ الآمَال..تُبْحِرُ بِلا مِجْدَاف..تَبحَثُ عَنِ النُّورِ في عُيونِ الَّليلِ النَّائِم..
لِلْكَوْنِ تَعْزِفُ زفراتِ الأَحْزَان..تَتَلَمَّسُ الْوَجْدَ مِنْ سَرَادِيبِ الذِّكْرَى ، فلَا تُلْفِي إِلَّا دَمْعًا بِلَا عُنْوَان.جَافَاهَا الْهَجْرُ قَبْلَ الأوَان ، وَعَلى مُنْحَدَرِ الذَّاكِرَةِ الْعَرْجَاءِ فِي بَاحَةِ الْحُنْجُرَةِ الْمَالِحَة ، غَطَّى الَّليلَ السَّوادُ ،وَضَلَّ الْقلبُ في دهاليزِ الزَّمَانِ وَخُلْوةِ المكانِ حيثُ" لَمعانُ الذَّهَبِ تَافِه" "بَياضُ الماسِ خَادِع "و "الأكاذيبُ الْيَوْميَّةُ أَسْوَأُ أَلْغَامِ الْعَصْر" ...
وَمَا بَقِيَ إِلَّا نُجُومُ أَمَلٍ كَالْقنادِيلِ تُزْهِر..تَشُقُّ غمامةَ الكآبة وَغشَاوَةَ الأسَى..تُنيرُ دُروبَ الْكَرَى وَساعاتِ الانْتظَار، وَكومةٌ منَ الأحاسيسِ تغلبُ الْمَدارِكَ وِفْقَ مَدِّ وَجَزْرِ بحرِ الحياةِ.. تُجَرْجِرُ الأفْكَار.. تُرَاوِدُها ..تُهَدْهِدُها ..تُلاطِفُ ارْتِعاشَ الْكلماتِ الْمَحْبُوسَة ..تُحَرِّرُها مِنَ الْجَفَاءِ الْمَجْهُول .. وَعَلى سَرِيرٍ وَثِيرٍ، تحاولُ أَنْ تَصْنَعَ مِنْ أَزْهَارِهَا الْمُبْتَسِمَةِ طَوْقَ نَجَاة ..وَكَمَوْجةٍ هَادِرَةٍ نَاعِمَة ، تتلمَّسُ رملَ الشَّاطِئِ الْيَابِس..لِتَنْبَعِثَ ابتسامة ٌكَانَتْ تحتَ الثَّرى وَتنموَ زهرة تحتَ نورِ الشَّمْس ، وَفي صَهَارِيجِ الصَّفاءِ تَسْكُن..
أحلام المغربي