مهـــداة إلى إبني عبدالله وإلى بنتي زهراء
فِكرةٌ استنفدت جُلّ لحظاتِ عُمري واستحوذت على مجامع الفِكَر إيذانــاً
بالخـلاص ، بعد أن طرَقَت بابَ الخيال مرّاتٍ ومرّات فاستقرت جمالاً ،
وتضوّعت فيه مسكاً وعنبر .
قلّما أفلت عن مواردِ مخيّلتي ونمير يقيني وصادرات فؤادي أنّى حططتُ
برحلي حول براعم الحياة ، ظِلْتُ أراها في الممكنات الحاليات من الغوالي
تطرّز نفحات الشغف وسابغات الولـَــه وأثارات الدلـَــه ، أكيّفها في السواقي
والزهـَر كيما تستحيل قِـدّاحــاً من شــآبيبِ سماءٍ وزمانٍ ومكان .
حدّثتُ بها – طالما – خـواصَّ رفقتي أو مَن هم بَضعتي ولعلّي أحضى بما
يشفي الغليل ويداوي جراحات العليل ....
سَــلْ عنها الوُرْقَ وأيكتَــهُ ..... وفضــاءً أدمنَ غربــتَــهُ
سَــلْ كلَّ غـريبٍ آلمنا ....... ومضــى يستقصي أوبــتَــه
نعم ، هيَ فكرةٌ لِـشدّةِ حُبّيها أدمنتُ أرق الليالي متيقظاً حالماً مستنطقاً سكون
الليل إذ يسجو ووميضَ الزُّهـرِ إذ يجلو عــلّي أحضى بما يُهَـدّي رَوْعي ورُوعي
فتكون الفكرة طوعَ الأناملِ تنشر الحقائق للروح بحديثٍ لا يعكّرُ صــفو المدارك
وحُــداة العيس ومجمع الأشتات !.
وإني – حنان الله – بذلتُ فيها وعنها الغالي والرخيص والنفيس ، واستودعتُ
فيها آمالَ بهجة الماضي وبصيصَ شوق الحاضر ومداركَ روائح المستقبل ....
وعدتُ أرسمُ للأيّام مطلعَها ... خــدّاً وورداً ، ليجني الصبُّ منبعَها
يحاور النثرَ والأشعارَ رونقُها ... لأنّها حملتْ للمجد منبعَهـــا !!
وإنّها فكرة قـديمةٌ حديثة ، ولعلها خطرت على بال الكثيرين ، وربما
في قابلات الأيام أبسطُ القول فيها أمام أنظاركم رفقاء قلبي لأنهــا
ما تزال .... مجرّد فكــــرة .