خَمْسوني
وفي الخمســينَ للمرءِ ارتياحُ * وخمسوني تُسَـــعّرُها الجِراحُ
قَضيتُ العُمرَ في ليلِ البلايـــا*وما ملّتْ وما هَلّ الصّــــباحُ
تَبعتُ قوافــلَ الأرزاقِ طُـرّاً*ولمْ يكُ لي بهـا يوماً رَبــــاحُ
مَضتْ عنّي تعيــساً في خَلاقي *ولم يُجدِ الرّجــاءُ ولا الرّزاحُ
وكمْ وأدوا أمامــي أمنيــاتٍ*بعُمْرِ الوَرْدِ مَبْســمُها الأقـاحُ
وكم مِنْ هِمّتي كســروا عِظاماً*وكمْ ذاقَ الأذى منهمْ طِمــاحُ
وكنتُ إذا وَعَدْتُ القلبَ فَرْحـــاً*يُكذّبُ مِنْ غَـدي بَرْحٌ قَـراحُ
كأنّي والسّــــعادةَ أرتجيها*سُــها ترجو تُقبّلهُ البطــاحُ
وإنْ أمّلتُ من فجْري صَـــفاءً*غيومُ الفجرِ تغضـبُ والرياحُ
ولكنّي بخمســيني سَعيدٌ*رَضِيّ النفسِ يملؤني انشِــــراحُ
إذا خمســـونَهمْ خفّتْ عليهـم*بوطأتها وخمســوني رَداحُ
فخمســــوني بِحَمدِ اللهِ صَبْرٌ*وخمســوني لشُكرِ اللهِ ساحُ
وإن ضـــاقتْ بآمالي حيـــاةٌ* فعندَ اللهِ لي أمَــلٌ بَـراحُ