حـين يُغـني الوطن ..
..
.
وحين
حين تلتقطنا السيارة ُ ،
وتكون النهاياتُ بين حدود الفضاءات والماءْ ،
نلملمُ أطرافَ الرحيل الأول نحو الشمس
لنعيد معها التباشير مرة أخرى ..
وحين ،
حين اختلط اليـبابُ والمنافي البعيدة
نرى على الطرقات ما تيسر من نشيد ٍ
ونشيج ٍ
وبعض أجاج ،
يزهر عند حواف الجرح ،
ونسألُ :
ما الذي صار / يصير في هذا المدى.؟
فـ / تيه اللغو أراه عابراً في براري التخاذل ،
يربط أنشوطة مشنقة اللغة،
فيتلعثم الكلام بين شفة ولسانين:
هذا بياض عند الصباح
وذاك سواد قبيل الغروب
وبعد الخرابْ ..
ما الذي صار حتى
يـُباعُ الترابْ
وماء النبـع
وكناس غزالة أفاقت للتو،
ببضع غوايات تنحرُ الأوطانِ
وتحـزًّ الفؤاد ،
..
ما الذي صار
حين نرى
قناديلَ بحر ٍلا المصابيحَ
تـًخاذلُ الأفلاكَ في صمتها ..
أسأل
كمن في لجة البحر يبحث
عن فنار الحقيقة ،
أو صوتها ،
ويفاجئني للتو الصدى ،
يبشر بالحتمي ،
ويقرأ علينا السلام
وكل ترانيم الأمل ..
فتصحو المدائن ثانية
من عين نرجسها ، والياسمين
وحشرجة الأقحوان الساخن
من دم ٍ نازف ما يزال ..
تعالوا ، عند عين ٍ حمئة ٍ
نقرأ الأسباب ،
ونثيل الرملَ
على نبتة ٍ قادمة لا مناص ..
.. وحين ،
حين انفتحت مغاليق وطن جريح ..
تنعشني ابتسامة طفل ،
فأغمضُ عينيّ على خيط ألم ،
وأركنُ لجدار عتيق
فأرى رائحةََ َ النبتِ
والتبـن ِ
وأقدامَ المطرْ
ودوائر الخبيزة الخـُضر
وشقائق للنعمان
تبحث عنه هناك ،
تيقنت أني
اهتديت ثانية لنبضي ،
بعد جنون الربيع الذابل
ذاك الذي يأخذنا عنوة
إلى نفق الخرابْ .
وحين أسترق السمع لشدو ٍ
يأتي مع نسمة شامية ٍ
أصمت
وأدنو لحرف اللون ،
وأنام على حلم جميل ..
وحين
حين يغني الوطن نشيده ؛
وعرين عروبته ؛
أقرأ في قاموسه لغة الطير،
فأمسك بالحساسين الصباحية
ملتبسة في ألوانها ..
تضع البويضات
في عش ٍ أخضر ..
تحرسها العيون
حتى الصباحات الجميلة ..
..
الثلاثاء 6 مارس 2012