اسم "القدس " مقرونٌ دوماً بــ " القداسة " . . ووحدها قداسة الأشياء لا تموت.
وكذلك " غزّة " . . هذه المدينة التي كُتب عليها فيما كتب، أنْ تبقى في كبرياء مستمر منذ آلاف السنين؛ علّمتنا أنَّ الأوطان أيضاً لا تموت، وإنْ امتدَّ احتضارها لقرون.
لذا .. نحن لا نبكي أوطانا ً لا تَفنى، وحتماً لنْ نبكي أوطانا ً تُريد فناءنا.
نحن وُلدنا هكذا، مِنْ رحم الشهادة ، وقدرٌ مقدّرٌ علينا، أنْ نحيا بين أطلال الشّهداء، ليكون التاريخُ شاهداً على أننا والموت، ننامُ في ذات سرير الرغبة.
وغزّة ، كما بقية أخواتها في العزة والإباء.. مدينة عصيّة البكاء، تجعلنا أمام الموت نريد الموت.
تجعلنا أمام أنفسنا صِغاراً لو كَـبُـرَ الموتُ في أعيْننا.
تجعلنا تلك العذراء التي تموت ألف مرة، فداءً لشرف بتولها.
لكل هذا . . وغيره أكثر ، أدعوكم لأنْ تكفكفوا دموعكم . . ولا تبكوا غزّة.
ومنذ متى كنّا أمةً تبكي أبطالها !