في أحدِ مساءاتِ هذا الوطن المليءُ بالأحزان,أقف حائراً في باحةِ مَنزِلنا الأماميةِ التي تطلُ على ساحةٍ كبيرةٍ تمتلئُ كُل صباحٍ ومساء بالأطفالِ هُنا وهُناك يلعبونَ ويمرحونَ ,ففي تلكَ اللحظاتِ التي تمتلئُ حزناً وكآبةً شَدّ انتباهي صوتٌ متعالٍ لصبيةٍ يلعبونَ وهُم يرددون أغاني تشجيعيةَ اعتدنا على ترديدها حينما يلعبُ فريقنا الوطني لكرةِ القدم , مثل (شفتوا لاعب بالملاعب يلعب وأيده على جرحه , هذا لاعبنه العراقي من المآسي جاب فرحة )و (جيب الكأس جيبة) ,حينها صرتُ أركزُ على هؤلاءِ الصبيةِ وهُم يلعبونَ بكرةٍ لمْ تَفقدْ تكورُها على الرغمِ منْ تَمزقِها. كانَّ يركُلها الأطفالُ ببهجةٍ وفرحةٍ سرعانَ ما تبددت حينَ نشبَ شجارٌ بينَ الأطفالِ فكلٌ منهم يريدُ أن يمثلَ فريقَ العراق وكانَّ الجميع مُصراً على رأيه, دونَ أن يتنازل ويأخذ اسماً أخر من الأسماء الكثيرة في الساحة العالمية ,إلا أن رسا الخلاف بينهم على أن لا يلعبوا سويةٍ وأن يلعبَ كلُ واحدٍ مِنهم على حِدة . و راحَ كل واحدٍ منهم يدحرجُ حجرةٍ من على الأرضِ ويردد بعيداً عن زملائه (أنا العراق- أنا العراق)