هل من قبيل الصدفة أن تسكن تلك المرأةالفارعة الطول في الطابق السادس؟
تعرفت على حذائها المجنون في صمت الليالي ..
كانت تضرب به الجدران الهشة..الموغلة في الابتدال..
أكانت تحتاج إلى كل هذا الصداع لتقول:" ها قد عدت" ولا تبالي ؟..
هي آخر "موديل" من زيجات هذا العصر ..
ترى ..هل شاهدت وجهها في المرآة قبل أن يغمر ليل التجمع نهارها؟..
ترى..بمن تجتمع طول النهار؟..
هي منه تقتات الآن ..
منه تستمد هذا التطاول ..
هذا التحدي..
هذه الوقاحة..
هذا التجاهل المتعمد..التمرد اللامحدود.. اللامتناهي..
إنها تبعث على الدوار..
في الشارع تنفث دخان قهرها على لافتة بيضاء..
تعلقها..لتؤكد بالأحمر الأزرق عرس المواطنة..
حفلة مقيتة..
تشارك فيها العين متواطئة..
لاتحمل هدية..
فقط زغرودة كأصبع متورم..منتفخ بالقيح والدم الملوث..
تقزز..اشمئزاز..
أكان صدفة أن تحظى بمثل تلك الإلتفاتة..؟..
اختيرت لتمثل العميان في درب مظلم ..
كانت تلعب كطفلة ..
ورثت جنون اللعب في بلدة مخذرة برائحة البصل ..
رائحة القصبوروالمقدنوس..
رائحة الثوم و النعناع..
هاهي تنتقل لتكبر..لتصغر..لتتضاءل..لتتقلص..لتنكمش..
ليرمى بها في زمن الغرابة..
في جلسة اجتماع..تطول..تقصر..تسرع..تبطئ..
يمتزج فيها الجد بالمزاح..المعنى باللامعنى..
يطوقهاالعبث..
يحاصرهاالكبت..
تاريخ من اللاوعي..
لايصحو فيه الشعور بضخامة الأنا..
المتمركز في قلب هذا "الموديل"المدهش..
إنها باختصار..أنثى..
اجتمعت فيها كل الخصال..
تصالح..تراوغ..مثلها مثل كيان مستعمر..
يغري بالتقليد والاتباع..
مسكينة جارتي..
تلك الساكنة في الطابق السادس..
مسكين زوجها.."وافق شن طبقه"..
أمن قبيل الصدفة أن تتلاقى المتشابهات؟..
قليلا ما تشاهده متسللا في الظلام إلى الشقة الأخيرة..
في تلك العمارة المؤسسة بشكل غامض..
تكاد تجزم أن الزمن رسم ابتزازه عليه بشكل قاهر..
زوجة فارعة الطول..قصير جامد..انحطاط مدوي صارخ..
قزم من أقزام حزب متدهور..
هو يسكن في بيت قديم..
أهروبا منها أم تمسكا بالأصيل؟
لا يجتمعان..لايفترقان..كالليل والنهار..
عشرة عمر تحلو فيها الخيانة..
تعاقد بغي على البقاء..
اتفاق خارق..
ينضاف إلى شيم الوفاء..