أميرة الأحلام !!
يا حبة قلبي!, أحبُ أن أشعر بيدكِ تتشابك مع يدي فترتاح بعد عناء, ويرتاح جسدي المنهك في الأيام, آه كم أنا متعب يا حبيبتي!...
أحبها تستلقي غافيةً في حضن كفكَ, تقبض عليها خيوطُه, تصد عنها غدر الليالي...
تعالي يا ساحرتي, عانقي عينيَّ المدلهة في غسق عينيكِ وأقمار ملامحكِ...
كم أحب نظرتكَ الوالهة أيها العاشق! وكم أحب أن أنظر إلى عينيك قاتلتي, أسافر فيهما, أسافرُ عبرَ عينيكَ الحانيتينِ النافذتين...كقطعٍ من الفحمِ الأسودِ المعانقِ وهجِ الشمسِ ، تتملكني نشوةُ السفرِ في بحارِها التي لا تهدأ, فأُبحر فيها إبحارًا أبدياً, وأتوهُ فيها لا أعود. وعندما يتعبني المد؛ أناجي شاطئَ جبينِكَ القمري, فتسبحُ شفاهِي المنهكةَ على خيوطِ لؤلؤٍ منفلتةٍ من قمرِه, ثم تستريحُ الروحُ بعد عناءٍ وترحالٍ, فتحطُ أوجاعُها علي نبضِ صدرِكَ المتدفقِ على كفوفِ وجدي المتسندةِ عليه , وأغفُو إلى الأبد...
لله دركِ من عاشقة أهيمُ فيها, ولا أتعب من سفري في المساءات معها بين النجوم!. أحبكِ أيتها القبس النوراني الآتي عبر أسيجة المجرات، لا يحده الغيم ليعانق المزنة الحلى, جوادة عليَّ بغيثها...
لا تغمض عينيكَ, متأوهًا, فتحرمني من سماء أحلقُ فيها شعاعًا, يحتضنُ القمر ويقبلُ وهج الشمس, يتأرجحُ كالطفل فوق قوس قزح, ثم ينفذ غابة قلبكَ كالحلم يركض فوق اخضرار وجدك, فتتوهج أتاريج اشتياقكَ... ثم يعود يحلق ويحلق ويحلق حتى يلامس النجوم ...
آه يا سيدة نسائي !! بين أوصالٍ تهاوت سنينًا , وبين جنباتٍ تعالت حنينًا, ينمو طفل يعانق الأمل, حبكِ يا سيدة عمري.
مالي أرى النجوم الليلة قريبة, أستطيع أن أُقبلها! لمَ أخذت عينيكَ مني, لا تأخذها فأهوى من علٍ, وأتناثرُ رمادًا فوق سفوح الظلام.
أتأملُ النجوم يا وردتي, سآتيكِ بعقدٍ حباته هذه النجوم, وأعلقه حول جيدكِ يا فاتنتي, وسأضع القمرَ في منتصف الحبات يلمع هناك فوق نبضكِ.
لمَ تركت يدي؟؟
لأشيرُ إلى حلمي, هناك فوق النجوم, وأنتِ حلمي, يا أميرة حلمي وكل الأحلام! هناك سأبني لكِ قصركِ الماسي, لبنة من زمرد ولبنة من عقيق, ملاطها مسك هيامي الفردوسي.
أعد يدكَ, لا تترك يدي, خذني معكَ في الحلم...
بل تبقين بعيدًا عن الموج وملحه, يا نرجسة تسبح فوق خطوط خدي, وسوسنة توشوش لثغري لحن الخلود. اجلسي يا صغيرتي الزنبقية فوق عرشكِ, عرش بنيته لكِ في فؤادي, عرش تحمله خفقات عشقي المبحر في عباب الحلم يبني لكِ المستقبل...
لا أريد حلمًا لستُ معكَ فيه, لا أريد مستقبلاً لستَ فيه معي, لا أريد سوى أن أميل في ضعفٍ على صدرك, فأرى وجهكَ وقد اكتسبت ملامحه رقة كل العاشقين, تلمسني أناملكَ في حنان, وأحس بأنفاسكَ تلثم خدي, وبذراعيكَ تلتفان حول خصري الذي لم يتشكل إلا ليلائم ذراعيكَ أنت, وأرى عينيكَ تتوسلان نعيمًا في عينيّ جعلته لكَ وحدكَ, ودقات قلبكَ تتناغم مع دقات قلبي في نغم واحد منسجم, فيترنم لنا فجر الجوى...
أتعلمين ؟ لسعة القطرة تطرب لها البشرة, وقلبي يعشق منكِ الحب والوجع ، وأهيمُ في مساحات البياض المخلوق منه قلبكِ البريء, وأتوهُ حينًا في تلافيف دماغكِ ، في الذكريات ، أنقبُ عنكِ فيها...
بردت يدي يا عمرًا أُضيف لعمري الحزين! يا بحرًا وقمرًا في عروقي ! يا سيد الأحزان, وسيدًا على خفقات قلبٍ أنتَ مليكه الأوحد, هدر بحركَ في دمي واختلجتَ أنتَ في نبضي الموؤود على عتبات هروبكَ...
أتدركين ؟ عالمي رحب ، والحدائق تثمر، بين الآه والآه ابتسامات حان قطافها... فلم لا تقطفين ؟
هل أقطف ابتسامتكَ أحيى بها عمرًا مات بين جنبات الوجع والبعد وأحرمكَ منها ؟ بل أبقيها لكَ تنير دربكَ في حلمكَ.
لمَ لا تستحمين في جدولٍ صافٍ, تعزف أمواجه لحن الرقص الغربي الهادئ بين ذراعين هم سياجكِ الرحيب؟!!
يا غائبًا طال غيابه, شهق فجري ورقص منحورًا على نوافذ انتظاركَ, واستحالت الترنيمة إلى تغربًا يعزف مع قسوة الحنين نوتة العواء. أيها البحار التائه في حلمكَ, تاهت منك أميرتك في فناءٍ تخللته مسافات من الدمع المتسربل في لاوعي الفقد. ضياع في ضياع, ونبض محتضر يتشدق بترنيمة ثملة تتخبط في متاهات بياض العظام...
أيا نجل، أيتها المتشحة بالوجع ! رويدك فالوجع نار تسبح في رحيق دمائكِ النقية وفيها مركبي...
قذف حلمكَ لهيبًا على عمري, أحرق قلبي , فجفت دمائي, يا وجعًا وئد وجعي !...
أوشكتُ يا أميرتي على الانتهاء, سآتيكِ بتاجٍٍ قبسه من ضياءٍ, يعزف لكِ أنشودة البقاء...
ضعه على قبر أميرتكَ, وداعًا أميري, ولا تنسى أريد دفنًا ملكياً خاصًا بي وحدي, يُخلدني في حلم كل عاشق, دفنًا يليق بالأميرة... أميرة الأحلام.
د. نجلاء طمان