ما الذي يعنيه أدب القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه في رأيك؟
** هو أكثر الفنون تصويرا لحياة الإنسان ، اجتماعية واقتصادية وسياسية وأخلاقية وحتى عقائدية ومن خلاله نستطيع نشر الوعي والفكر وإلقاء الضوء على المشكلات القومية والوطنية والاجتماعية
والنفسية والعاطفية ، و تأريخ لأحداث سياسية وقومية وتاريخية وسير ذاتية ..
سؤالي الثاني
كيف كان مستهل الإهتمام لديك بالكتابتين الأدبية والنقدية، وما أثر ما تقرئينه من أدب في ما تكتبينه؟
** كانت بدايتي هنا في واحة الخير حيث بدأ قلمي أولى خطواته المتعثرة على السطور ، وهنا وجدت من يقيل عثرته ويسانده ولا أنسى فضل أستاذي العالم الجليل د. محمد حسن السمان الذي أطلق سراح حرفي من أدراج العتمة إلى ساحات النور ، وهو من دعاني إلى واحة الخير حين رأى في حرفي ما يستحق أن ينشر ، حيث وجدت الاهتمام والإرشاد ، والتشجيع الذي بث في نفسي الحماسة كي أدخل مجال القصة، والنقد بجرأة ودون وجل ، وكانت فيها أولى محاولاتي ، ولا أنسى هنا فضل أستاذي الأديب القاص حسام القاضي بتوجيهاته..
** ما قرأته من كتب أدبية لم يؤثر في أسلوبي الكتابي إلا بما اختزنته الذاكرة من مفردات ..
لكن أعترف وأقولها بصدق أن متابعتي لأعمال أدباء سامقين في واحة الخير علمتني الكثير .
سؤالي الثالث
إن لأدب القص لدى الكثيرين من الكتاب، حسب ما أرى، مكانة محفوظة ومقاما مميزا في ما يخطونه من قصص، ما حقيقة الباعث لهم، يا ترى، على الكتابة في فضاء هذا اللون من التعبير الأدبي؟
** القصة أكثر رسوخا في ذات المتلقي مقارنة مع ألوان الأدب الأخرى ، حيث أن الحكي هي لغة البشر ، تحاكي الصغير والكبير ، وتمتلك مساحة أوسع واعمق للتعبير عن مشاكله الحياتية اجتماعية وسياسية واقتصادية وحتى العقائدية ، وهي اكثر تداولا بين الناس من صنوف الأدب الأخرى ..
سؤالي الرابع
هل لنا أن نعرف البعض من أهل الأدب والنقد العرب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عناوين الأعمال الأدبية والنقدية التي شدت انتباهك المعرفي وشغلت فضولك الثقافي ؟
** قرأت أعمال أدبية كثيرة لا استطيع حصر عددها لكن أورد هنا بعضا من أسماء كنت أحب قراءة أعمالهم ومنهم الأديب القاص عبدالرحمن منيف ، المنفلوطي ، يوسف السباعي ، نجيب محفوظ ، أمير الشراء أحمد شوقي ، أحمد رامي ، ميخائيل نعيمة ، إليا أبي ماضي ، محمود درويش ، سميح القاسم ، وكثيرين غيرهم ..
أما بما يخص النقد ، فقد كانت قراءاتي متفرقة وبسيطة ولا أستكيع أن أقول أن ما قرأته كان له أثره في مسيرتي مع الحرف .
سؤالي الخامس
ما السمة الغالبة على الإبداعات الأدبية والأعمال النقدية، التي تعثرين لها في نفسك على أصوات وأصداء فريدة من نوعها، وما الذي يبعث منها في ذاتك الرغبة في الكتابة والشوق الدائم إليها؟
** النقد الإيجابي الذي لا تشوبه مجاملة ، وإن كان جارحا ، والذي لا يمس شخص الكاتب بل يكون في صميم العمل من كل نواحيه الفنية ، والذي يمنح الكاتب حافز الإبداع والتجدد .
سؤالي السادس
ترى هل فعل الكتابة الأدبية في رأيك، شعرا كانت أو نثرا، وفعل قراءة الأدب عموما، هما في حاجة إلى تنظيم محكم ونهج سبيل محدد يجب أن يعتمد بصرامة؟
** أجيب بنعم ..
النصوص الأدبية ليس فنا فقط ، بل هي أسلوب تعليمي وتربوي ، ويجب أن تنضبط دينيا وعقائديا وخلقيا ..
سؤالي السابع
كيف ترين اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجدين حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟ وهل نكون على صواب إذا تحدثنا عن الأدب أو الإبداع النقدي؟
** الأدب فن تختلف فيه الذائقة والميول ، وعليه لا نستطيع أن نحكم القارئ أو الكاتب ولا حتى الناقد ، فهناك من تستهويه الحداثة والعلمانية ، والذي لا يقيده حد ولا يردعه رادع في الخوص بأمور ربما أررفضها كمسلمة ، فالحداثة بات لها أثر كبير على الأدب بكل فروعه ، ومنها النقد ، وكل له أن يختار ما يناسبه .
سؤالي الثامن
ما الذي يعنيه الأدب القديم بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا في باب الأدب بما لم يأت به الأقدمون؟
** أعشق الأدب القديم بكل صنوفه ، وأفضله على الأدب الحداثي . ففيه المفردة الجزيلة المعبرة ، والصور العميقة ، والرمزيات الواضحة التي لا يعاني معها المتلقي في البحث عن معانيها وأهدافها ، ويغرق في لجة صورها المبهمة ..
ربما يأتي الأدباء والنقاد الحداثيون بزيادة على القديم لكنه يبقى استمرارا لعلم راسخ له أسسه وإن دخل عليه التجديد .
سؤالي التاسع
هل ثمة من رابط قوي وعميق بين ما خلفه القدماء من أعمال أدبية ونقدية عتيقة، وما شهده العصر الحديث من أدب ونقد؟
** الرابط قوي وعميق ، فالحديث استمرارية للقديم وأن تغيرت أساليبه ، فالتغير بالنقد يأتي تبعا لتغير الأسلوب الأدبي ..
سؤالي العاشر
ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما يقصه نثرا القصاصون العرب المعاصرون، ثم أمن حقنا أن نتحدث عن النثر الشعري، وعن الشعر النثري في الظرف الراهن؟
** الشعر والنثر الحداثي يتسم بخيال جامح وصور مبهمة أما الشعر النثري والنثر الشعري أعتقد أنه ما زال في بدايته ولم يأخذ صورته العميقة في التشكيل
سؤالي الحادي عشر
ترى هل لسيرة أهل النثر والشعر الذاتية من أصوات وأصداء تسكن قلب ما يبدعون من أدب؟
** أعتقد أن البعض اخذه حظه ، وخاصة ممن كتب في قضايا سياسية أو عاطفية أو كان مؤسسا لمدرسة حداثية ، لكن أعتقد أن العصر الحديث عصر فاقد الذاكرة ..
سؤالي الثاني عشر
هل سبق أن صادفت في قراءاتك بعض السير الذاتية القصصية أو الشعرية؟
** قرأت سيرة ذاتية لشاعر أردني اسمه عرار حيث خط سيرته الذاتية من خلال قصائد شعرية .
ولا أعتقد قرأت لغيره .
سؤالي الثالث عشر
في رأيك كيف ينتقي الأديب، ناثرا كان أو شاعرا، والناقد عناوين أعمالهما الأدبية والنقدية؟
** انتقاء العنوان يجب أن يكون لافتا للنظر دون بهرجة ولا رمزية مغرقة وأن يكون من لب الموضوع لا بعيدا وشاذا عنه .
سؤالي الرابع عشر
ما أثر الصبية وفاء شوكت خضر في كتاباتك؟ وما آثارها وتجلياتها فيها؟
** كتاباتي هي صور مخزونة في ذاكرتي ، وإن أتت بأشكال مختلفة إلا أنها تبقى أنا بقيمي وأخلاقي وشخصي .
سؤالي الأخير
هل ثمة من سؤال أو أسئلة ترقبت مني طرحها عليك في هذا هذا اللقاء الحواري، فلم أخلص إلى بسطها؟
أعتقدك أنك كفيت ووفيت ، واشكرك على هذا الحوار الذي أكرمتني به ..
أكرمك ربي وسدد خطاك ، وبارك بك ولك .