قـــــدّامي،
المطر يصطفّ سكرانا ،،،
و عند أوّل قطرة خمر على جثّتي ،،،
يشرحني للشّوارع كـــالآتى :
ركام حلم خرب ،
يهشّ عن جفوني الحمام ،،
يتلوّى فوق اللّيل الأخير من المدينة ،
كطيف محموم تؤمّه الذكرى ،،
و لا شيء على طلله ،
سوى موّال نحل عاقل ،،
و تحت ثيابه طوفان من الطلّ ،
و عينان لقمر هشّم ذات قرّ عند عتبته ،،
كلّ الشّبابيك تعرفه ،،
و الشّوك يحيطه ،،
بما تبقّى حين إنقرض من الشّعر الحنين ،،
كلّ الـــممرّات ملّته ،،
فأمــلته على صخب العاشقين ،
فـــفرّوا ،،،،
هو القنديل الأخرس ، في ليل الفراشات ،
الـــطّين في أقدام المطعونين بالرّحيل ،،
الباب بدون طارق ،،
البحر عند تكثّفه دمعة فقط ،
في عيني بوصلة الغروب ،،،
هو مدقع في عشق القوارب المهجورة ،،
و حـــطام الـــزّبد ،،
و سقوط النّوارس ذبحى عند شرفته ،،
هو إنـــــكسار الضّـــوء ،
حين يحلّ النّهار.........