نور .... حياتي
أضحك ملئ أشداقي وأنا ممدد فوق اريكتي الامريكيه الصنع مثبتا ناظري علي تلفازي الياباني الموضوع فوق منضده انيقه صينية الصنع ومستمتعا بالهواء البارد المنطلق من مكيفي الالماني وامامي طبق المشاوي التركي ( لزوم الاندماج ) وغارزا بصري في جسد نور حسناء الترك التي شغلت شباب العرب قاطبة ورغم اني لست ممن ينتمون لفئة الشباب ألا انني تشبثت بحقي في متابعة نور الحسناء ( لا ادري من صنفها من الحسناوات ) وحكاياتها الرائعه الضاربه في شتي صنوف العهر الجسدي والفكري ،، وتركت لمخيلتي العنان وانا اتصور نفسي مكان حبيبها الذي أبهر بنات العرب ونسائه بوسامته ( ووالله ما ادري ايضا من اطلق عليه لقب الوسيم )
كانت تلك الاسطر بداية ليس ألا فبحمد الله لم يتسني لي سوي متابعة اخبار انحطاط الكثير من عقول الامه وتعلقهم المرضي بمتابعة حكايات نور وحبيبها وامها ,, وتملكتني الحسره ودمعت عيناي حين قرأت عن المسلسل الذي خطف الابصار والالباب وعرفت انه يدور حول بنت سفاح ( نور ) وامها وهي ايضا علي ما اظن من خلال المقال بنت سفاح والعلاقات المريضه المشوهه التي يؤسس ويعرض لها المسلسل وليس هذا بمستغرب علي صانعو تلك الأعمال والذين لاهم لهم الا المال والمال فقط واقصر الطرق أن يقدم الجمال المصطنع والفتنه في قالب شيق ويتم غسل الادمغه وتعليق الأفئده عن طريق اعلام رخيص لاهث وراء الاعلانات ، ولا يهم ماذا سيخلف هذا المسلسل من دمار علي القلوب والعقول ،، وماذا سيؤسس له من افكار , وكم بيتا سيخرب من وراء هذا الهراء وتلك الحكايات المقيته التي ليست ضد الشرع وحسب وانما هي ضد المجتمع بما تحمله من افكار وتبسيط لكل منكر واستهانه بالعلاقات السويه بل ومساوة الغث بالسمين .
اما ما اقد مضجعي واحزن فؤادي فهو عدم تصدي العلماء الافاضل لمثل هذا العمل وتجريمه فهو ببساطة كسوس ينخر في قوام الامه التي انهكتها الامراض الاجتماعيه وشردها بعدها عن تعاليم ديننا السمح .. ووالله لو بيدي الأمر لكنت قدمت كل من اعان علي نشر هذا البلاء إلي محكمة .. من سنوات قصيره مضت انتشر بلاء المسلسلات المكسيكيه وتعلق الكثيرين بها وكانت تؤسس ايضا للعري ونقض الفضائل واعتماد العهر كوسيلة تفضي لغاية نبيله واعتبار السفاح امر واقع ليس بيدنا حيله فيه .. وتوقع كثيرين نتائج وخيمه لانتشار مثل هذه الأعمال .. وقد حدث وانتشر الأغتصاب ( مصر ) وحالات الحمل سفاحا ( الاردن ) وحالات الطلاق ( الخليج ) .. وكأننا لا نتعلم من التاريخ ( كعادتنا نحن أمة العرب ) نكرر التجربه المؤسفه بحماقه اكبر لكن هذه المره بالتركي وليس بالمكسيكي .. ونخرج ألسنتنا لأنفسنا ونحن نقول أذا لم يعجبك المكسيكي فعليك بالتركي
اختم بحكاية طريفة بطلها اخ كريم من بلد خليجي متمسك بالقيم تزوج صاحبنا حديثا وفوجئ بمتابعة زوجته للمسلسل بشغف حتي انها طلبت منه ان يحاول مجارة بطل المسلسل ( لا اتذكر اسمه ) في قصة شعره وطريقة لبسه .. ولم يخيب ظنها ذهب وفعل كما طلبت بالضبط وعاد إليها وهو يسأل ببراءة كيف أبدو قالت له بتمنع ماشي الحال يعني قربت .. فنظر إليها مليا وتبسم وهو ينطق بالطلاق البائن وأمرا اياها باللحاق ببيت أهلها