الحديث عن الدكتورة نجلاء طمان يجيءُ ليس عن شخصها الكريم فقط ! بقدرما هو عن القيم النبيلة والمثل والآداب الرفيعة التي أترعتَ بها مجالات واحتنا الوريفة الظليلة ، وغرستها رواءً لعُرى التواصل وصلة رحم الإنسان بالإنسان ، لمجرد أنه إنسان ، ولعمري تـُحققُ بذلك وصايا ديننا المُتسامِح المُتكامِل المُسالِـم ، فتقف به ومعه ، في مصاف الرُقي وسمو الممارسة ... تـُشيعُ أدباً جديداً ، وفكراً تربوياً عميقاً وبُعداً يمنح علاقات الكلمة وشيجة قرابة ... تأنسها الأرواح أنساً ، يخاطب سمو أن الإنسانية تجمعنا ...
وهي ذي طمان سليلة الكُرماء البـِحار ، تنداح كنعماء المُـزن لا تـنظر إلى منْ تسّكـُب عطائها ... تترفعُ أن تختار أرضاً دون أرض وقت تثقب رحمها هِـبة ، ليعم النماء ويسكت صوت المسغبة فتتزيأ حُـللٍ النضار ... تهيم في اجترار شِـرعة الحياة والنِـعم ، فتـُنبتُ من خيرها وتطرح من كل زوج بهيج ... لا يحكمها لون ولا يحكمها عِرق ولا سحنة ، تـُؤسس وتـُجذرُ فقط أدبياتَ وقِـيم ... وبذا تكون قيمة تضاف لمنظومة قِـيم تفوق العدّ لهذا المنتدى الذي شرّفتنا العناية الإلهية بأن كـُنا ممن خـُطَ لهم فيه شهادة ميلاد وانتماء ...
ولعمري لم يفصل بيني وبين ملء شرياني بدمٍ يضخ العافية في عصبي المعطوب بالولوج لواحتي واحة الخير والنماء والعطاء إلا كمُّ مهول من الحزن والأسى ، قدّر المولى أن تجتاحني مواسمه القاحلة الجدب الصحراء ، وآثرتَ إلا مكوثـاً معها قليلاً ريثما يتعافى الجسد من تغولها وانتشار قحطها برغم أنها أرّخت لشيء منه ... لن يرضى إلا أن يكون كامناً في الروح والوجدان ، شامخاً ، يتسرب كلما اشتاقت النفس واجتاحها شجن ذكراهم! أولئك الذين ساقتهم الإرادة لركوب قطار الغياب الأبديّ عني ... لا أقول أن الحزن يبقى ! ولكن هو متلازمة باتت لذكراهم ، وليس لي من خيار ! فتذكرهم من حتميات الحياة بكل أشكالها ! فهم أجزاءَ أساس في تكويني وما صِرتُ إليه.... لكني إنشاء الله أعود فلا روح تهنـّأت بانقطاعٍ عن واحتنا الجنة ولا عقل دلـّوه عاد بقليل ماءٍ من غير بئره الفرات العذب
ما دعاني لتسطير هذه المساحة ، ليس لأن الدكتورة الموقرة كتبت بحقي ما هو جميل وسار ، أو ما هو مدح أو إطراء وفقط ! بل لأنها لمست وجسّت أسئلة لا تعرف غير الحيرة كلما طرقت عقلي وتمدّت على جسدي كتساؤلات أعود منها مكلوم الخاطر مُبهم الإجابات ...! كيف نتواصل كبشر غير محكومين بجغرافية حدود أو أطُر جنس أو لون أو عِرق... كيف نصوغ قيمة الإنسان للإنسان ، ما هو المُحرّك لأن تكون بشراً حقـاً حقيـّـقـاً بنعمةٍ ميزتك عن سائر خلق الله ... هل لنا كبشر قيمة كوننا نتحدث ذات اللغة ، نخطو ذات الأرض ، نتنفس ذات الهواء ، تحُدنا أطلسية مدىً واحد ، تغمرنا شمسُ واحدة نتشاجنُ ، وقمر واحد ... نهيم ليلاً ونسافر على سهوب ذات النجوم والكواكب ...!!! لأقفَ أمام سفور الأسئلة وعُهرِ الإجابات ... هل نشترك كل تلك الأشياء ونظل نعجز عن إشتراك شعور أو إحساس يجمعنا كآدميين ...
تعريجة:
ليس فيما سقت رسالة مخفية أو بُطـِّنت ثناياه رمزية كونها الوحيدة التي افتقدتني ، وكلي ثبات على قناعة أني بعـدُ لم أبلغ مكانة التواجد في الواحة إلى الدرجة التي تحفظني في ذاكرة الأعضاء المحترمين فيها ... لكنه حق لها عليّ ، أحفظه وأشمخُ به ، ومنْ لا يشكر الناس لا يشكر الله
كوني بالخير ...
وتمام السعادة ...
أينما ... شرُفت بكِ أرض