أفقٌ مطرزٌ بالدم
تلفت حولكَ وزِد في تلفتكَ وأتقنه
تلفت حتى تتدحرجَ رأسُك على الأرصفة
فهي قد تاتيكَ من أي شارع
من أي زاوية
من أي ركن
طلقةٌ عاجلةٌ غادرة
لا ترتدي قبعة فلن تخفي رأسكَ
ولا ترتدي كوفية فهي في ملتقى الرصاصة
والرصاصة خائبة وصائبة
لا تعيقها تلويحةُ الذراع
ولا توقفها اندفاعةُ القدم.
خسرتَ الآن القضيةَ وبعدما خسرتها
سلموكَ زمامَها المنفلت
وقفلاً؛ مفتاحه مع قضاة يقطعون بالزيفِ رأسَ الوطن
وفي النهاية ستكون أنتَ كبشُ الفداء وستدفعُ كالآخرين الثمن
ترنح فوق أرضٍ تصرخ:
ليتني ما كنت أرضًا ليتني
ولوِّح لجسدي الطافي في نهر التاريخ
لا تنظر للسماء فهي مظلة للطائرات والطلقات
أُغلقت النوافذ في وجه جدري
هل تجرؤ أن تفتح نافذة أو تشدو بأغنية طائرٍ يصرخُ في راسي
لا أستطيع أن أُخرجه أو أقتله؟؟
حلِّق في رثاء شِعري واركض فوق ريشَ أجنحتي المنزوع
وفُك جديلة شَعري المقصوصة , أخرج منها جثةَ التاريخ
اقطع أنفكَ, فزهوري دُفنت مع الموتى
وأصابعهم ما زالت تركض على أشواكها
تضع بصماتٍ حمراء في وجه الخراب.
تلمس نحتًا على صخرةٍ فوق صدري تجثمُ على أنفاسي
وتحرمني شهقة الحرية... تلمسها
وحاول أن تفك شفرات طلاسم الفرج
واحذر أن تراكَ عيون المعتدي فهي محشوةٌ برصاص النظر
هناك امرأة رأسُها على صدرها
عانقها لتعرف إحساسَ من يعانق امرأةً مقتولة
مد يديكَ وخذ حفنةً من حناء طيني
اصبغ بها شيب الأمل
وكحل بها عينَ عروسٍ تُزف إلى الموت
وخذ صفحةً ممزقة من دفتر طفلٍ شقها الرصاص بعدما نفذ من صدره
خضب كفكَ بأحمرها
وطرز الأفقَ بالدم.