ليلة الثالث من فبراير / السنة الثالثة بعد الألفين
في ليلة مظلمة .. و على ضوء شمعة
في اليومين السابقين تهاطل الثلج بكثرة
غدت قسنطينة بيضاء ناصعة
و هذه الليلة سوداء قاتمة
لما اسودت بعد البياض ؟؟؟
سؤال دغدغ فكري فجأة ...
لأن القلوب أصبحت سوداء
الجواب كالبرق ... أتى بسرعة
بقت عشرة أيام و يذوب ربع قرن من عمري
كالثلج تماما ... كالشمع تماما
خمسة و عشرون سنة مضت ...
لم يتحقق من أحلام الصبا حلم واحد
كل الأحلام الوردية أصبحت كوابيسا رمادية
العمر يمر و الأبواب ما زالت مغلقة
و البقعة المكسورة من الزجاج الأخضر لا يسمح لأشعة الشمس أن تخترق الغرفة السوداء
لا يترك مجالا إلا لنسمات الريح الباردة ...
كي تلفح وجها يبحث عن الدفء وسط زوبعة من الثلوج
الرجاء يبحث عن الأمل و الأمل يبحث عن الرجاء و كلاهما يغرقان في بحر من الضياع
الأفكار لم تصبح هي الأفكار و لا المبادئ هي المبادئ
و لا الإنسان بداخلي هو الإنسان
كل شيء ضاع في متاهات الضياع
حتى اليراع خذله الوحي فما عاد بيراع
كل شيء حدث بسرعة ....
القلب مشلول الحركة
العقل تجمد ... الحبر تجمد ... الروح يائسة
الوجه بائس عابس
المرض المخيف كطائر يحلق فوق الرؤوس
و الموت يتربص
كل شيء يمر بسرعة .....
سوى الآه المدفونة بصدري لا تمر بسرعة
لحظة السعادة لا أحسها إلا في نظرة عابرة لا تكشف عن الحقيقة
و لحظات اليأس تمتد كحبل طويل .. يخنق كل شيء
و كل عزائي ... كلمات بلهاء و بعض من الهواء المسموم
لحظات و يذهب الليل و يأتي فجر يوم جديد
اليوم الرابع ... و لكنه كأخاه الثالث و الثاني ....
كل الأيام أصبحت متشابهة ... تعيد نسخ نفسها
عفوا .... مسخ نفسها
لا يفرقها إلا أن العمر يمضي .... و لا يعود
03/02/2003
هشــــــام