-لماذا أنتِ دائماً أبعدُ من المسافات
-إني أحبكِ..
كتَبها على وريقةٍ صغيرة، وتركها على أدراجِ روحي، وغادرَ جنتي، وتركني أدورُ حولَ نفسي، أبحثُ عن عطرهِ الآفلِ، وعن مزاميرِ شوقٍ كان يعزفُ عليها، كلّما داهمهُ إعصارُ التمنّي للحظة لقاءٍ.
يكتبُ هو حرفاً، ولا يدري أن كلّ حرفٍ منهُ يعذبني، يقتلني، يفنيني،يرفعني موتاً نحوَ السماء، لتمطرني سُحب البكاءِ، وأتساقط رُطباً على كفّيهِ الغافيتينِ تحتَ ظلال الانتظار !
هو عالمي الذي أنتمي إليهِ منذُ أن كانتْ وجوهنا بلا ملامح، كفوفنا بلا أنامل، وشفاهنا بلا بسمة..مُذ كنّا نرسمُ علىى وريقات الزنابقِ قلبين يدثرهما وجه القمر..هو فرحتي، دمعتي ، عذابي، وجعي، موتي واحتضاري، هو سيّد قلبي، هو جنتي، حقيقتي، وهمي، وعالمي المجنون، هو مخلوقٌ من أجلِ أن تطلع الشمسُ على أهدابِ عينيه، بابتسامةٍ تعيد إليّ نهاري، الذي يأتيني بعد ليلٍ طويل..
هو أنا، وروحي تتنفسُ من أجلهِ، وبعده تحترق غاباتُ فرحتي، وتصيرُ رماداً، تذرهُ رياحُ وجعي إلى آخر منعطفٍ في الكون، وتتوه من دونهِ جزيئات أحلامي، فيضيع صوتي، وتتبعثرُ أجزائي التي تكوّنت من أجلهِ، ومن أجلِ يومٍ تتلملمُ على يديه كلّ جراحاتي..
باختصار..
هو حالة عشقٍ أبدية، مصنوعة من أوتارٍ، ملتصقة على جدران قلبي، ولايُتقن العزف عليها إلا هوَ، ظلّ ظلّي، وموطني الأمين !
منى الخالدي
20-04-09