بسم الله الرحمن الرحيم
ـ (أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك)
هب إبليس اللعين من جلسته غاضبا، حانقا، مستنكرا، وقد استشاط غضبا
من قولة وزيره الشيطان ـ الذي من بني جنسه ـ وصرخ فيه :
ـ قبل أن أقوم من مقامي!!! ألم تستطع قول غيرها؟!! ألم تدري أننا في صراع مرير
مع الزمن، وأن يوم الوقت المعلوم قد اقترب، وأن الزمن عندنا أبطئ من زمنهم ألف مرة،
ثم في الأخير تقول لي قبل أن أقوم من مقامي ،وأنت كبير جنودي !!!
أنت لا تصلح أن تبقى كذلك، لقد حللت عليك نقمتي وغضبي، فالمفروض، وفي الفترة التي
أقوم فيها من جلستي كان عليك أن تخضع قلوب عشرات أمثاله ، فكيف بقلب ذلك
الملك المسلم المتخاذل أصلا!!
أنت مغضوب عليك ..أخرج..
ومن بين حاشية إبليس خرج شخص يختلف عنهم في الهيئة وقد توسط القاعة،
فركع على ركبتيه وأشار لإبليس بالولاء، وقال في خضوع:
ـ مولاي .. أنا آتيك به قبل أن أنتهي من كلامي..
فلما رأى إبليس قلب الملك وقد استقر في زجاجة مبهجة وسط القاعة، تألقت عيناه
ببريق النصر، واتجه ناحية الشخص الراكع، وانحنى نحوه قائلا له بصوت كريه:
ـ لازلتم بني البشر تعجزوننا وتتفوقون علينا.. لقد استحققت أن تكون المقدم على كافة
جنودي.. أنت من الآن سفيري إلى العالمين..
قال هذا وصاح في جنوده:
ـ هوذا أميركم الجديد.. من أطاعه منكم فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني..
فهلموا لمبايعته..
ومن بين الحشد المجتمع على المبايعة كان هناك عفريت أزرق يخفي إيمانه
يغادر القاعة متوجسا، وما إن رأى النور حتى طار عاليا وفي عقله تدور مهة واحدة:
ـ أن يطوف على بني جنسه، ويذهب للبشر ساعيا، ليحذرهم من الشر العظيم الذي
يكمن لهم داخل قلوبهم..
************
في هذه الساعة
عبدالرحمان