يداعب النسيم العذب بضع زهرات فاتنات
في حوضهن المتمدد أمام نافذة حجرتي
حين يبادلنه بسمات الرضا
وعلى خدودهن يتورد الشوق ويترنم البوح
ثم يدور بينهن حديث هامس
يتباهين بالجمال الصباحي الطاغي
فتفخر كل زهرة بلون مختلف منه
فواحدة أكثر نضارة وأخرى أفضل استقامة
وثالثة اتسقت وريقاتها روعة ونظاماً
ورابعة عبقها سر تميزها.
وما أن تتسلل خيوط الشمس
إلى حوضهن حتى يبدأن بالاحتجاب عنها
وتنكمش كل واحدة منهن مختبئة
خشية أن يخدش سنا الشمس محياها
فتذوي ملامحها الأنثوية المتناهية الرقة .
ويستمر هذا الاختباء حتى يعود الظل في صباح آخر
لتهدي المكان سحر إطلالة صباحية جديدة متلمسة فحوى الأمان
وحينما تستنشق عبير النسيم مجدداً
تكشف لثامها فتبرز مطمئنة
وتدعو صويحباتها فيتبعنها
في استعراض مسرحي آسر
يهدين الحياة صوراً من الجمال الإلهي
الذي وهبهن الله إياه
تطيب به القلوب المرهقة
والنفوس المتكدرة وتستنشق عطره الأرواح المتعبة
وتستمر الحياة.
ويبقى جمال الزهور عبر العصور.