|
أَمْري وَشِعْري كَحِبٍّ قَدْرُهُ زَلِقُ |
يَدنو فنهمله يَنْأَى فَنَحْتَرِقُ |
نَبْكي عَليْهِ كَما نَبْكي عَلى وَطَنٍ |
رُحْنا لِمَجْدٍ بَعيدًا عَنْهُ نَسْتَبِقُ |
هِمْنا بِهِ مِثْلَماهِمْنا بِفاتِنَةٍ |
يُهْوى الجَمادُ كَما قَدْ تُعشَقُ الحَدَقُ |
إنْ جاءَ قُمْنا مِنَ الأجْداثِ هَرْوَلَةً |
نَسْعى سِراعًا إلى الأوزانِ نَنْطَلقُ |
أَوْغابَ حَلَّ الدُّجى في سَاحِ أَنْفُسِنا |
حتّى شَعَرْنا كَأَنَّ الرُّوحَ تَخْتَنِقُ |
قَدْ نالَ مَنْزِلَةً في القلبِ عَالِيَةً |
تُذْكي مَواجِعَنا أيَّام نَفْتَرِقُ |
وَدَّعْتُهُ مُلْزَمًا حِينًا فعاتَبَني |
يَحْنو كَأرْمَلَةٍ بالدَّمْعِ تَرْتَزِقُ |
فَلا أُطيقُ النَّوى حتّى أُصالِحَهُ |
ثُمَّ اللّيالي تُعيدُ الهَجْرَ يَنْدَفِقُ |
يَبْقَى مَعَ الطِّبِّ في حَرْبٍ يُنافِسُهُ |
يَوْمٌ بِيومٍ وفي كُلٍّ أنا القَلِقُ |
كَرَّسْتُ جَهْدي لِضَرَّاتِي أُصالِحُهُم |
فما أَجابو وكالأعْرابِ مَا اتَّفَقوا |
عَزَمْتُ أَمري أَخيرًا هَجْرَ قَافِيَةٍ |
فَما قَوِيتُ وتاهَتْ بِي هُنا الطُرُقُ |
تَقولُ نَفْسي أَأَحْيَى دُونَه؟... أبَدًا |
إنَّ النُّفُوسَ بِهذا الشِّعْرِ تَأْتَلِقُ |
هُوَ الحياةُ بهِ الآفاقُ زاهية |
إنْ ماتَ صِرْتُ قتيلاً ما بِهِ رَمَقُ |
هُوَ الأنيسُ يُؤَسِّينا بِغُرْبَتِنا |
وحينَ يَجْفو الهَوى فالشِّعْرَ نَعْتَنِقُ |
هُوَ الزَّمانُ بِهِ نَلْقى سَوالِفَنا |
حتّى نَظُنُّهُمُ في عَصْرِنا خُلِقوا |
هذا القَصيدُ فَمَا لِلطِّبِّ يا زَمَني |
حتَّى نُقَرِّرَ أَيّ السُّبْلِ نَخْتَرِقُ |
هو الحياة بهِ الأسقامُ زائلة |
كلُّ العبادِ لأبوابِ السُّقمِ قدْ طَرَقوا |
هوَ الأنيسُ ولكنْ ليسَ مُؤْنِسنا |
بلْ مؤنسٌ لِأخٍ بالدَّاءِ مُعْتَرِقُ |
آمالُنا هيَ بِالتِّرْياقِ باقيةٌ |
نُشْفى فَنُكْمِلُ أمجادَ الألَى سَبَقوا |
الطِّبُّ تاجٌ لنا لَمْ يَحْظهُ مَلِكٌ |
حتّى بآخرةٍ يُنْجي الأُلى صَدَقوا |
هذا هُوَ الطِّبُّ يَجْري بِأوْرِدَتي |
وذلكَ الشِّعْرُ في الأعْماقِ مُلْتَصِقُ |
فكيفَ أفْعَلُ يا دهري ومَا سُبُلي؟ |
أرْجوكَ حَلاًّ فقدْ أعْيانِيَ الأرَقُ |