أحببتكِ
وأعلم أن فراقنا أقرب لنا من موعد أى لقاء نحلم أن نلتقى به ..
أحببتكِ
لأن كل شىء بى أحبك ، عشقك ، رسمك ، وصفك ، ذاب
بتفاصيل وجهك الطفوليةِ ، وبراءة عينك الخياليةِ ،
وابتسامتك التى كانت تُجدد الدماء بشرايينى ،
وهمساتكِ التى كانت تؤججنى شوقاً وعشقاً
وولهاً وولعا ، وصوتك الحنون الذى ينساب
كأعذب الأنهار فى أذنى ليل نهار
أحببتكِ
حتى صنع الهوى بيننا بساتين وجدٍ مزهرة بالأشواق والبسماتِ
رغم أعاصير اليأس والحزن الكامنة الساكنة المعرشة بقلبى وقلبكِ ..
أحـبـبـتـكِ
فانهار تعقلى ، وازداد تعلقى بكِ ، وبنداءاتِ الإشتياق
والحاجة للأمان والاطمئنان بعينيكِ فى كل نظرةِ كانت تحمل لى على
جناحيها أطناناً من الرغبة والإحتياج
أحـبـبـتـكِ
وأغلقت عينى ومسامعى وحواسى عن الناس أجمعين
وسخرتها بعد ربى لأجلكِ أنتِ وفقط ..
أحـبـبـتـكِ
وتعلمت فى حبكِ كيف أنزع من رحم أوجاعى إليكِ
بسمةً أنقشها على شفتيكِ ، وفرحةً أُسكنها عينيك
وأملاً أزرعه بقلبكِ ..
أحـبـبـتـكِ
وعشقت انعدام الجاذبية بفضاءات حبكِ
وطى الأرض وشقها شقاً
للقائك
أحـبـبـتـكِ
وأحبّك السكر الذى كنتِ تعلمينى
كيف أُقلّبه وأُذيبه بأكواب شرابنا
أحـبـبـتـكِ
رغم تتابُع النكباتِ والأزماتِ والصدماتِ
وافتراش قلوبنا والتحافها فى الليل بالويلاتِ والدمعاتِ والصرخات ..
أحـبـبـتـكِ
رغم كثرة وطول أميال الإختلافات بيننا والخرافات والطرقات والعادات
المتربصة المختبئة وراء أشجار طريق عشقنا المظلم الحالك لاغتيالنا ..
أحـبـبـتـكِ
لأنى أحسست بأنى بؤرة النور الوحيدة التى تملأ حياتك أملاً وفرحاً
وأخذت أضخ الحب من قلبى إليك أكثر ،
والإطمئنان والحنان والرفق واللين إليكِ أكثر وأكثر ،
ليقينى وإيمانى بأن رجولتى وعواطفى وحياتى وكل شىء بى
لا يُكتب له الحياة إلا من ابتسامةٍ نديّةٍ من ثغرك الصغير الرقيق ..
أحـبـبـتـكِ
إلى أن بلغ بى العشق منتهاه على الرغم من يقينى ويقينكِ
"بأنّا كنا لا نطيلُ الوداعَ ، لنشعرَ أنّا نطيلُ اللقاء" ،
وأن هذه المرة
سيمتد بنا الوداع وينعدم بيننا اللقاء ..
أحـبـبـتـكِ
رغم يقينى بأنى سوف لن أظل بحياتكِ كثيرا ،
وأنى سوف أتعذّب بدونكِ كثيرا كثيرا كثيرا ،
ولكن ما كان حينها من مفرٍ وملجأٍ إلا إليكِ أنتِ وفقط ،
فعشقت الذوبان والترحال
بين خطوط طول وعرض خرائط ثوانى السعادة بعينيكِ
رغم كثرة بحار ومحيطات الحيرةِ واليأس المحفورة بها ..
أحـبـبـتـكِ
ولا لن أتوقف ، ولا لن أنسى أبداً أنى ذات يومٍ عرفتُ ملاكاً
جميلاً رقيقاً صادقاً صافياً بريئاً ملّكته قلبى وملّكنى قلبه وأسلمنى
مفاتيح ممالِك عشقه المرصّعة بماسات النقاء والوفاء والعطاء
وأدخلنى بها كاتباً على أبوابها بعد إحكام غلقها علىّ لافتات تحذيرية
" أن ممنوع الإقتراب فأميرى نائم بأحداق جنّاتى الممدودة له بقرّة عينى وأجفانى فلا تزعجوه "
أحـبـبـتـكِ
وأطلقت العنان لجياد عشقى لكِ فى مسارات المقامرة بنفسى
وأعلم أن لن يرجع لى أحدهم فائزا ..
أحـبـبـتـكِ
وفى أول صفحة من صفحات حبكِ كتبت النهايةَ
قبل ابتداء فصول البداية ..
أحـبـبـتـكِ
رغم عواصف الأوجاع وزخّات اليأس وتيارات الحيرة وهالات الضعف
التى تحاصرنا من كل اتجاه وناحية
أحـبـبـتـكِ
وأعلم أن صندوق ذكرياتى سوف لن يتسع لكِ !
كيف أسأله اتساعاً لامرأةٍ هى السموات والأرض
والنجوم والكواكب والجبال واللغات والورود والوعود
والأنفاس والصفات والهمسات واللفتات والنظرات والضحكات
وكل شىء ....
كيف أسأله اتساعاً كيف.. !!؟
وكأن الفراق قدر علينا فى الحقيقة يا قرة العين
وفى
دفاتر الذكريات
.!!!.