لم يزل يُهدئ من رَوْع صديقه حتى أسكته
لكنه تأثر جدا بسرده الحزين عن موت الطفلتين فوق بطن أمهما
قد أكلت الجُرْذَان أطرافَهُن ، بعد أن متْنَ - جوعا - في مَجاهل كوخ ناء لا يصله الناس إلا بخارطة طريق
سكنا .... لكنه عاد يستحضر ذلك المشهد الباكي الذي يختزل أُمّةً يعيشان في زواياها
كاد أن يجاري صديقه في سب المترفين الذين يموتون شبعا
لكنه كظم غيظه ..
وأدار مذياع السيارة يستمعان الآذان
استرخيا واطمأن قلباهما لنداءات الحق
فرغ المؤذن ..
وقبل أن يسألا الله الوسيلة والفضيلة
جاء صوت المذيعة الطروب ليعلن بنعومة متقنة :
" رُفع على مسامعنا آذان العصر بصوت المرحوم الشيخ محمد رفعت والأن مع صباح في ( يادَلَع دلّع )!"