رن جرس الباب،أسرعت سلمى ففتحت الباب،فإذا بالسائق يناولها ظرفا أنيقا !! نظرت إلى الظرف فإذا هو منه ....عدنان......
خفق قلبها بشدة ،تغير وجهها،اتجهت مسرعة إلى غرفتها ......أغلقت الباب خلفها ......أسندت ظهرها للباب، وبيدين مرتجفتين وعينين قلقتين
أمسكت الرسالة وبدأت القراءة
حبيبتي سلمى ......
تحية حب وشوق أبعثها إليك
لاتعجبي من أمر هذه الرسالة،أنا أعلم أنها جاءت متأخرة ...جدا، وبعد فوات الأوان !! لكن الأمل الذي أأمله منكِ دفعني لإرسالها.
حبيبتي....
لقد كان يوما أسود ذاك الذي افترقنا فيه!!لا أدري كيف وافقتك على طلبك!! كنت مجنوناً يوم فرطت في سويداء قلبي !! ودرتي التي أردتها أن تعيش في حشاشة قلبي!!
كنت يومها مغترا بنفسي !! وعزعليّ أن تهان، فما أن غضبتِ وطلبتِ الانفصال ، حتى وافقتكِ عليه دون وعي مني.
صدقيني كنت مسيراً أشعر أن الله سيرني لذلك ، لم أكن مخيراً !!
بعدها بفترة صحوت من غفلتي فإذا أنا وحدي ..أين مؤنستي ؟..أين ملهمتي؟...أين من عرفت معها معنى الحب ؟ ..أين من سقتني كؤوس
العشق؟
كيف فرطت فيك ؟....لالالالالاأدري،ستقولين بأني كنت متسرعاً، وغيرمتزن !! نعم أعترف لك بأني كنت كذلك، وللأسف أهلي كانوا عونا لي على هذا التصرف ، بل لقدهونوا علي الأمر حيث كانوا يقولون لي ماذا تريد منها؟؟ الكثيرات يتمنينك !!جمال....مركز اجتماعي....مال!
دعها وسنزوجك بمن هي أحسن وأجمل منها!!
وفي حالة اللاوعي تلك كتبت الورقة المشؤومة تلك التي فصلت بين قلبينا.
وأنا نادم على طلاقك مني ندامة الكسعي.
وحالي الآن كحال ابن زيدون حين فارق ولادة فقال:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا....... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا........ يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكموا أيامنا فغدت....... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
وعندما أتذكر أجمل أيام عمري معك أقول كما قال القشيري:
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني..... .....على كبدي من خشية أن تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع..... عليك ولكن خل عينيك تدمعا
كأنا خلقنا للنوى وكأنما حرام على الأيام أن نتجمعا
حبيبتي...
ها أنذا أعلن لك عن ندمي الشديد وأعلن لك عن بذل الغالي والنفيس لأجل عينيك ومستعد لكل ما تطلبين أميرتي!
فهل من عودة؟؟ أرجو ألا تخيبي رجائي .
أنتظر اتصالا منك في أقرب وقت فأنا انتظر ردك على أحر من الجمر!!
حبيبك الذي لم ولن ينساك.... عدنان
ما أن انتهت من قراءة الرسالة حتى اغرورقت عيناها بالدموع، لقد ضرب بهذه الرسالة على أوتار قلبها الموجوع!!تنهدت قائلة لنفسها بصوت مبحوح:
كأنا خلقنا للنوى وكأنما ......حرام على الأيام أن نتجمعا
حرام على الأيام أن ...........فانفجرت باكية بكاءً مرا ،ونشجت نشيجا مكتوما!!
ومن خلال تلك الدموع الغزيرة الساخنة كانت تتراءى أمامها صور الماضي الحلو مر!!
ترى نفسها وهي تعد الليالي ليلة بعد ليلة في انتظاره!! ترى نفسها وهي تطل من نافذتها منتظرة مجيئه !!ترى نفسها
وهي تذرف الدموع حزنا على فراقه !! ترى عينيه السوداوين وما فيهما من عمق وحب ودفء!!
جفت الدموع على خدها ، وعلت شفتيها ابتسامة مشرقة حلوة ، أعادت لوجهها البهاء والإشراق.
لكن فجأة عاد الوجوم إلى وجهها واضطربت ملامحها ثم خاطبت نفسها :
لماذا بكيت؟ شوقا إليه ؟ أحبه؟ كيف أشتاق إليه ؟ هو لا يستحقني!!
ثم تنهدت قائلة أنا لا أبكيك ..أنا أبكي أجمل سمفونية حب عشتها ...أبكي أحلاما شفافة مزقت ....أبكي قلبا أبيض مزقته الذئاب!!
بعدها قطبت حاجبيها الجميلين ،لكنني لم ولن أخسر شيئا بل كسبت والحمد لله .كسبت نفسي التي كدت أخسرها بزواجي منه،
فهو لايستحقني ، لم يقدر حبي وتضحيتي من أجله، نسي هذا في لحظة غضب! فشل في أول اختبار له! بدا واضحا من عدم تحمله للمسؤولية.
لقد سحبت أوراقي ياحبيبي ..... ولقد أعلنت عليك الحرب....بعدما أعلنت عليك الحب!!
وبيدين ثابتتين مزقت سلمى الرسالة ورمتها خارج النافذة وتركتها تذهب مع الريح!!!!!!!!