اللجوء إلى ثمار الليمون
بقلم محمد نديم علي
مساء الأمس ، خدعتني وتسللت بنعومة إلى مخدعي، وتمكنت مني ، مستغلة حالة الشعور بالقهر لدي ، كنت مستسلما تماما ،كسياسي انتهازي ، أقصت عني إحساس الأمان والعافية ، واستحوزت بنهم على مفاصلي كلها.لم أستطع المقاومة بغير فاصل من العطس المستمر ، واللجوء إلى ثمار الليمون التي لا أتذكرها عادة إلا في حالات الانفلات الإنفلونزي.رقدت ، ربما أفيق صباحا ، وأنا في حال أفضل ، وقلت (فترة انتقالية وتعدي).
كم أحسست أنني حمار مع الانتهاء الوشيك لهذه المرحلة وبداية عصر الوباء والحمى. مع تفاعل القهر وارتفاع الحرارة ونوم مفعم بالكوابيس ، رأيت ميدانا فسيحا أعرفه تماما، كان مضيئا كساحة الطواف ، بكل مليونياته ووجوهه في عيني المتعبتين الدامعتين، وفي رأسي التي تدق بعنف ، كان هدير الهتافات بالحرية نسمات حلوة تداعب خاطري المتعب ،وكم شهقت فرحا عندما رأيت الصغارالمبتسمين يحملون أعلام الوطن.
أنفي ، على صفحات الفيس بوك ، لا يلقى إعجابا واحدا ولا مشاركة ، فأخفيته تحت وسادتي ، وطفقت أتابع الأخبار ، شاهدت قائدا كبيرا ، فاستبشرت خيرا، رجوته أن يقرضني ليمونة ، ابتسم بود ، وعصر ليمونتين في أم عيني . قلت ربما أخطأ موقع أنفي استنادا لحسن النية ، لكنني علمت من مصادر موثوق بها ، أن ذلك الشقي الذي أدسه فيما ( يعنيني) مدرج على قوائم الممنوعين من التنفس.
ما زال أنفي تحت وسادتي إلى جانب هاتفي النقال الذي تحول لجهازإنذار مرعب، وما زالت عيناي ، تنتظران ذلك القائد العسكري الودود كي يعصر فيهما المزيد من الحامض .عاتبتني بوجهها البشوش وشراب دافيء بين يديها ، ورغم سحابة الحزن والصبر التاريخي في عينيها ، كعادتها كانت جدتي مبتسمة : قم فالصلاة خير من النوم ، كنت كسمكة في كيس من الماء، لا أدري كيف؟ ولكنني سجدت ، فرأيت قلبي طفلا صغيرا يركض أمامي حاملا لافتة من ضياء تحمل اسم الوطن.