|
كَيْفَ بَعْدَ الهَوَى أَعِيشُ هَنِيَّا |
كَيْفَ و الوَجْدُ لَمْ يَذَرْ فِيَّ شَيَّا |
رَغِبَتْ عَنْهُ مُهْجَتِي و تَوَلَّتْ |
واجْتَـبـــَاهَا فأُشْرِبَـتْ مِنْهُ رِيَّا |
و رَعَاهَا بَعْدَ اضْطِرَابٍ و تِيهٍ |
كَيْفَ قَدْ خَصَّهَا ولَمْ تَأْلُ غَيَّا |
عَانَتِ السُّهْدَ و العُيُونُ سِجَامٌ |
ما طَوَاهَا لَيْلٌ قَضَتْهُ شَجِيَّا |
فَاحْتَمَتْ في جَنَاحِهِ و أَقَامَتْ |
في دَيَاجِيـــهِ بُكْـرَةً و عَـشِـيَّا |
كُلَّمَا هَبَّتْ لِلحَــيـَـاةِ شَمَالٌ |
ضِقْتُ ذَرْعًا و بِتُّ عَنْهَا غَنِيَّا |
و فُؤَادِي وَقْدٌ كَأَنَّ فُـؤَادي |
أَلِفَ الحُزْنَ فارْتَدَى الحزنَ زِيَّا |
و جَعَلْتُ الفَرَاغَ عُشًّا فَآوَا |
نِي و أَلْفَيْتُ قَلْبَ قلبي خَلِيَّا |
يومَ عَانَى مِنَ الخَوَاطِرِ بَحْرًا |
ورِيَاحًا طَوَتْ شُعُورِيَ طَيَّا |
و دَيَاجِي الظُّنُونِ فَوْضَى فَأَنَّى |
لِغَــرِيـــقٍ فيـها يَـعُـودُ نَجِـيَّـا |
و مِنَ الجهلِ أنْ ظَنَنْتُ لفِعْلِي |
قِيمَةً و الفؤادَ حُرًّا سَوِيَّا |
واحْتَسَبْتُ الأَسَى على النَّاسِ لَمَّا |
نَبَذُوا الحَقَّ خَلْفَهُمْ ظِهْرِيَّا |
و رَأَيْتُ الدنيا إِذَا أَحْسَنَتْ يَوْ |
مًا أَسَاءَتْ دَهْرًا و زَادَتْ عُتِيَّا |
و إِذَا أَغْرَتْ عَذَّبَتْ و إِذَا هَا |
نَتْ أَعَزَّتْ مَنْ قَدْ سَلاهَا مَلِيَّا |
كُلَّمَا رُمْتُ في الحياةِ سَبِيلاً |
ضَاقَ عـقلي فما اعْتَزَمْتُ مُضِيَّا |
و أَبَتْ أفكاري عَلَيَّ رُجُوعًا |
لـحـيــاةٍ نَـهَـلْـتُ مـنـهــا صَـبِـيَّـا |
فِطْرَةٌ لو دَرَى الأنامُ تَسَامَوْا |
في عُلا هَدْيِهَا و عَافُوا الدَّنِيَّا |
ولَكَمْ لُمْتُ مُهجتي كيفَ ضاعت |
تِلْكُمُ الأسرارُ العُلا مِنْ يَدَيَّا |
فضَلَلْتُ الطريقَ حتى تَوَارَتْ |
راحتي، وارْتَقَبـْتُ فجرًا سَنِيَّا |
|
نُورَ قلبي وعَيْنَ رُوحِي وَوِجْدَا |
إِنَّمَا كُنْتُ قَبْلَ وَصْلِي بأَنْوَا |
رِكَ فيما قد كُنْتُ فيهِ شَقِيَّا |
كَمْ تَوَلَّتْ عَنِ السعادةِ نفسي |
وَحَسِبْتُ الدَّنِيَّ مِنْهَا عَلِيَّا! |
كُلَّمَا ارْتَدْتُ نَادِيَ الخيرِ حَالَتْ |
دُونَ قلبي و غَيَّبَتْ مَسْمَعَيَّا |
أَيُّ قلبٍ مِنْ قَبْلُ كانَ و رُوحٍ |
لَمْ أَصُنْهَا، أم أَيُّ عقلٍ لَدَيَّا |
وإذا لَــمْ تـَذُقْ وَجِـيــبًــا فأَنَّـــى |
لكَ حُبُّ الحبيبِ عَذْبًا نَدِيَّا |
ومِنَ العقلِ ضَيْعَةٌ ومِن العِشْـــــــــــقِ هُيَامٌ لَمْ يُبْقِ للحُبِّ شَيَّا |
أَفَمَنْ تَاهَ في الغَرَامِ كَمَنْ سَا |
لَيْتَ شِعْرِي كيفَ الرُّقِيُّ لِحُبٍّ |
يا رسولَ الإلهِ يـَسْـمُو عَلِيَّا |
أَشْرَقَ النورُ في فؤاديَ لَمَّا |
أُشْرِبَ الهَدْيَ مِنْ هُدَاكَ زَكِيَّا |
و تَوَلَّتْ عَنِ الهَوَاجِسِ رُوحي |
فالهُـدَى مِـنّـِي دَائِـمًا و إِلَـيَّا |
و صَفَا وُدِّي للكِرَامِ و ذَابَتْ |
فِيهِمُ النَّفْسُ واصْطَحَبْتُ تَقِيَّا |
و جَعَلْتُ السُّلوُكَ للهِ دَأْبًـــا |
أَبَـدِيًّــا و مـَذْهَـبًـــا سَـرْمَـدِيَّــا |
لِنْ! فَمَا شَاهَدَ الضِّيَاءَ قَوِيٌّ |
لَمْ يَكُنْ في خيرِ الأمورِ قَوِيَّا |
وَضَعَ الحَقُّ في يَدَيْكَ يَدَيْهِ |
أَفَـتَـأْبَـى اسْتِجَابَةً و رُقِيَّا؟! |
|
جَعَلَ اللهُ للحبيبِ مَقَامًا |
و تَرَوَّتْ بفضله الأرضُ لَمَّا |
أَنْ سَقَاهَا مِنْهَاجَهُ النَّبـَوِيَّـا |
لَمْ يَزَلْ هَدْيُهُ عليها رَؤُوفـًا |
ورحيمًا بالمؤمنينَ حَفِيَّا |
ما سَمَـوْنَا إلا بِـهِ وَعَـلَوْنَا |
بهُدَاهُ المُبِينِ نحوَ الثُّرَيَّا |
فإذا بالأخلاقِ تَحْمِي حِمَانَا |
و إذا بـالـعلـومِ تَزْدَادُ رِيَّا |
مِنَّةٌ لَوْ أَعَادَهَا الدهرُ يومًا |
خَرَّ مِنْ عَدْلِهَا الطُّغَاةُ جُثِيَّا |
و اهتدى الكونُ كُلُّهُ و استَعَادَتْ |
أُمَّـــــــةُ الـبِرِّ عِـزَّهَـا الأَحْمَدِيَّا |
مَوْكِبَ النورِ و الهُدى و المعالي |
ذا زمانُ المُنَى أَتَانَا وَضِيَّا |
كَمْ رَقَبْنَاهُ إِذْ نَشَدْنَاهُ حَتَّى |
لاَحَ في أُفْقِنَا سَنَـاهُ جَلِيَّا |
و انْبَرَى القَابِسُونَ مِنْهُ رِجَالا |
طَلَبُوا الحقَّ فاجْتَبَاهُمْ رَضِيَّا |
رَفَعُوا مِشْعَلا تَرَامَتْ عليهِ |
أُمَـــــمُ الأرضِ خُشَّعًا و بُكِيَّا |
هَذِهِ رَحْمَةٌ وَهَذَا سَلاَمٌ |
ورَجَاءٌ قَدْ صَانَ مَاءَ المُحَيَّا |
مَنْ لِعِتْقِ الرِّقابِ مَنْ لِنُفُوسٍ |
خَدَعُوهَا و أَسْمَعُوهَا دَوِيَّا |
أَشْرَقَتْ أَنْوَارُ الحَبِيبِ فَهَيَّا |
نَقْتَبِسْ مِنْ أَنْوَارِهِ الغُرِّ هَيَّا! |