قهرني يا عاذلي فمُها الصَّمُوْتُ :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
حذارِ ، فقد أبدعتُ في العشق والوصف منطقاً ، لمّا قَهَرَنِي يا عاذلي فَمُها ،،، الصّمُوْتُ .
وحذار فمُجرمة هِيَ ! ما انْفَكَّ يَخْرسُ منطقها ، وما انفكّ يتحرّزُ لسانها ،،، السَّكُوْتُ .
فران عليها ساعة تعنُّتها جَلَدٌ ، لما ران على غير عادة الأنثى ،،، سُكُوْتُ .
وحذار التحديق في تَسَجّي جفنها ، أتُراه قد عقلَ من سَحَرَهُ الطّرْفُ ،،، السَّبُوْتُ ؟
أم قد رشدَ ذاك الغِرُّ ، إذا تغشّاه إثر الترائي ومن غير سكرة ،،، سُباتُ ؟
وحذار ، فقد رحت ذات غداةٍ لأصرم تحرّزها ، فأتاني تصريمُها من حيث ظَنَنْتُنِي ،،، أتَيْتُ .
أمرني بالوفاء آمرُ الهوى ، فأقْسَمَتْ على التنكيلٍ ، وعلى التصبّر ،،، آليتُ .
كأني لمّا ساقها الله لشقوتي بُليتُ ، فما أمرتُ القلبَ في طقوس العشق وما ،،، نهيتُ .
إذ عَزَمَت لتصيرنّ عن الحسان سفيرة ، وربي لجعلها في الفؤاد يا صاحبي ما ،،، نويتُ .
إن هي إلا أن تربّعت ، فجثت لتبعج الخِلْبَ ، كأني من غير ما دعوة ،،، دعوتُ ! .
وهَمّت تمخر العظم والنخاع بلا رحمة ، فكأنما سَكَنَت لتحيا ، والعظامُ ،،، تموتُ ! .
ثم قالت للواتي حَسَدْنَها غَيْرة تَشَظّيْن بغيظكن ، وإلى الحاسدين إذا حسدوا ،،، موتوا .
فقد وُكِّلَ بها الحُسنُ ليصرع ذوي النُّهى ، ووكّلَ بالناظر الملهوف ،،، موتُ .
ثم ظعنت يا صاحبي ، فكيف يحيا المحب ؟ وأنّى يقتاتُ لمّا انعدم من لدنها ،،، القوتُ ؟
فراعتني في دُجى الليل وِحْدةٌ ، لمّا تَشَبّحَ على هيئتها ،،، عِفْرِيْتُ .
عفريتة تارة ، وتارة إنسية ، فهاك أسماءها التي بَغَت اخْتلِاقها ، وما ،،، بغيتُ .
ذاتُ نواشرٍ صاغها الإلهُ ، لا تتّق صرعها إلا أن تضْرع إلى ذي العرش ويُجمّلُك ،،، قُنوتُ .
ولميسٌ هيَ ، إن سارّكَ دفء يدها ، سيّان حواكَ الدّثارُ أم حَوَتْكَ ،،، بيوتُ .
ونجلاءُ تطعن من غير رميٍ ، ما إن تُسدّد نَبْلَتها حتى يعتريك من هولها ،،، بُهوتُ .
وزائرة في الليل يطول انتظارها ، فإن زارت عَجِبْتَ كيف ولِمَ الساعات ،،، تفوتُ ! .
تكلفتُ بها التّسَهّد ليلة بعد ليلة ، فجازني رغد العيش ، وما ،،، دريتُ .
ولمَ لا يجوزني ؟ فقد تُرِكتُ في الفلاة حيث الوحش مُدلّها ، ومن ثَمّ ،،، نُسيتُ .
إذ وَضَعَتِ النساءُ على الشّفاهِ حُمْرةً ، فلو رأيتها لَذُهِلتَ كيف انْعَقَدَ ،،، التُّوْتُ .
ولاشتهيتَ من ذيّاك المعقودِ لعسة ، ولقلت ليت أني سمعتُ الوعظ وما ،،، عصيتُ .
عجبتُ من باغي العُقار نشوةً !!! لما رأيتُ في المنام أنّي من خَدَرِ رُضابها ،،، تعاطيتُ .
فعادني بعد الإفاقة وَهَنٌ ، ربّاهُ ليس بيدي العافية أقصيتها ، وليس بيدي المرض ،،، أدنيتُ .
فهل قد أبرى ، إن رحتُ أجعلُك في مُدافعتها ، ولتُبلي البلاء كما ،،، أبليتُ ؟
ما ظننتُ أعلام العُشّاق طووا في أفئدتهم الحُبّ ، ما ،،، طويتُ .
أُحِبُّك يا صاحبي وَلِرَحْمةٍ سَبَقَت ، لا أريدكَ أن تلقى من الشّقاءِ ما ،،، لَقِيْتُ ! .
يلومني اللائمُ لمّا براني حبها ، لله درّه أتراني أشتري الضّنى ، أم أني قد ،،، تمنّيتُ ؟ .
يا عاذلي تلك كعب الحسان ، أما دريت أني في وصفها أصبحتُ ،،، وأمسيتُ .
أما دريت أني اشتهيت ابتلاعها لأحْفَظَها ، كما حفظَ يُوْنُسَ في بطنهِ ،،، الحُوْتُ .
لو رأيتها لسبقتَ في ابتلاعها ولجرعت فوقها رُقية ، ليرعاها التخصيبُ ،،، والتنبيتُ ! .
أترى بعد هذا ينتدبك الأنام مُفاوضا ؟ لتدحض بفتواك ما ،،، فتيتُ ؟ .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
حسين الطلاع
28/2/2013 م
المملكة العربية السعودية – الجبيل .
: الصّموت صفة لفمها الصامت الذي لا ينطق أبدا ،،، والمنطق هو الكلام المعبّر ،،، فمنطق الإنسان الكلام ، ومنطق الحصان صهيل ومنطق القط مواء وهكذا .
: ما انفكّ بمعنى ما زال ، ويتحرّز بمعنى يتحصّن ، والسّكوت صفة للسانها الساكت .
: لها صبر مريع على العناد والعنت ، ومن غير طبيعة الأنثى أن تصمد بدون كلام ، فكيف السكوت وهو هنا ليس صفة يكون قد سيطر عليها ، أليس غريبا ؟
: السّبُوت صفة للجفن المسبت النائم ،
: الغر هو الفتى المندفع ، والسبات هو النوم في الأصل ولكنه هنا سبات العقل ، بمعنى هل يرشد الفتى إذا سبت عقله لهول ما رأى من سحر الجمال ؟
: الغداة هي الظهيرة أو ما قبلها بقليل ، لأصرم لأقطع وأُنهي موضوع التحفظ هذا ، فجاءني إنهائها لي قبل محاولتي لما ظننت أني أستطيع .
: آليت أي أقسمت ، فهي أقسمت على التنكيل بي وأنا أقسمت على التحمّل .
: جثى أى جلس على ركبتيه ، والخلب هو غشاء الكبد والقلب ، والتبعيج من البعج وهو جس الشيء وخرقه بالأصابع .
: التشظي هو التقطع بالإنفجار وهو موجه إلى من حسدنها ، أما الثانية فلحاسدين حبيبها .
: القوت أصلا هو الطعام وهنا هو قوت الحب .
: التشبح هو الترائي للعين ليلا كالأشباح وهو من حيث الحقيقة لا أصل للأشباح إنما هي هنا على سبيل الحبكة .
: ذات النواشر : النواشر هي الأوردة والعروق تظهر بلونها تحت جلدها لشدة نضارتها وبياضها .
: لميس : لا يمنع أن يكون اسما ولكنه صفة للفتاة التي تأنس بلمسها اليد لشدة نعومتها وراحتها ، والدثار هو اللباس .
: نجلاء أيضا صفة لها ولعيونها الجميلة الواسعة ،،، ونبلها أو نبلتها هو السهم المرسل ، والبهوت هو امتقاع اللون وشحوبه .
: التسهد هو السهاد وهو السهر ليلا ، وجاز بمعنى جاوزه وتعداه .
: مدلّه من التدليه وهو ضرب من جنون العشق .
: هو تشبيه الشفاه بالتوت حال انعقاده أي اكتمال حلاوته ولونه بالحمرة الداكنه ،،، بمعنى هي حمرتها طبيعية كالتوت أم غيرها فيتصنعن الحمرة بالمساحيق .
: اللعس لغة هو تناول الشيء باللحس كالحساء
: عادني من العيادة وهي زيارة المريض .
: أبرى بمعنى أشفى .