كانت لدي رغبة في النهوض مبكراً اليوم على غير العادة ، ليس لأني نشيط وأحب الإستمتاع بمنظر العصافير الصباحية التي تهرول لأعمالها الشاقة كل صباح والتي لا تغني (برأيي) ولكنها تصرخ على بعضها ( اشتغل زين ولك ، دير بالك ، وخر شوية ...الخ )
ولأن صوتها مختلف ونبرته حادة بعض الشي فنقول عنها أنها تغني وتنشد ، هل صحوت يوماً وكان صوتك لذيذاً ولديك رغبة في الغناء؟
حتى لو كنت في بروكسل لن تفعلها ..
رغم كل تلك الرغبة لكني لم افلح في النهوض باكراً لأني وكالعادة لا أنام إلا بعد صلاة الفجر كبقية خلق الله في أوطاننا ، لأسباب الجميع يعرفها من كهرباء وبعوض وتفكير وأرق مزمن لا تنفع معه علبة هايبونتك كاملة ولا ضعفها ،
وبالرغم من هذا فقد أصريت أن أخرج من البيت لأذهب في مهمة صباحية نحو إحدى الدوائر الحكومية والتي كنتُ اتغاضى عنها لفترة طويلة ولأسباب أيضاً الجميع يعرفها ، من تلاعب وطوابير وتحقير للمواطن المسكين كأنه قادم ليسرق أو يستدين من جيب أبو الموظف الجالس في المكتب !
خرجت وأنا احمل في جيبي كمية كبيرة من الفراغ وهاتف خليوي خالي الرصيد بسبب مكالمة امس الخارجية ولا تسألوني بمن اتصلت !،
ولكن يبقى الجيب الخلفي الذي يحمل الاوراق الثبوتية التي تؤكد أنني منبوذ دولياً ومحلياً ومنزلياً كوني عراقي وكوردي والأخ الأصغر !
بقيت تلك الاوراق مع كروت لأصحاب محلات لا أعرفهم وشركات لم أدخل أليها
فقط للتمويه على من يحاول أن يتلصص على محفظتي فينشغل بالكروت وينسى أنها خالية من النقود ،
وصلت باب المنزل ، تذكرت أن أترك أحلامي في البيت ،
فهي لا تصلح للإستخدام البشري خارج غرفتي
وقد يعتقلوني بسبب تطرفي بفكرة الحياة الرغيدة
والموت على سرير يحيطه بعض الاشخاص الغير مظلومين ،
____
فاصل ونعود ..،