كما للشخصيات سير ذاتية.. كذلك للخرائط أيضا سير ذاتية, وسلوك يتراوح بين الانطفاء والتشظي, ومفاهيم مطاطة تنطوي بين ثناياها تصميمات بيانات منحرفة وأجندات بمعايير لا تنطبق على واقعنا بقدرما هي مأخوذة بمقاسات ما
من وراء البحار .
والخلط بين مبادئ سوسولوجيتهم التي تنضوي تحت رايات القرصنة وبين حسن نوايانا وجع أزلي , إذ أن أياديهم مازالت تبحث عن الكنوز المفقودة بين ثنايا ثوبك الأثل أيها الصوت الذي لم ينطق بالخطل .., فهم يبحثون في جسد البحث ..منذ بداية الرحلات الاستكشافية, وانتهاء بربطة عنق العولمة المتأنقة بدمار الديار ..
مازال يظهر الارتكاس مع كل جيل جديد ولكن ما هي احتياطاتنا لنحافظ على أسمائنا التي سقطت عندما تم سفك دماء التاريخ ..؟
وعندما اغتالوا صورة الشمس على أصابع الأطفال ؟
لكنك أنت أنت.. كما في البحر, أيضا في صفحات متونك ..تنهض من حيث تلوح كفك بالوداع ..وتودع حين نلامس ثراء آثارك في البر والبحر .
أحببتك كثيرا..كثيرا ..!! حين فقأتْ بيانات خريطتك عن السواحل الهندية عيون فاسكو دي جاما , واسطرلابك أبكى البرتغاليين حسرة وحسدا وكمدا, فأنت دهشة الأيام وطوق من النور للحاضر الجميل..لذلك لا تستغرب إن كانت حاجتي إليك لا تندرج ضمن حاجات البشر اليومية , لأنك , أنت نجم أتطلع إليه في أقصى اشتياقي واستدل عليه في أقسى رحلاتي ..
بين الفاتحة والخاتمة, ثمة زمن يحمل على ظهره أكوام النور .. وتفاصيل بدت كأنها دهشة معتادة أو اعتيادا يتداخل في نسيج الدهشة ..لزمن لم اضبط على حائطه الساعة..صدقني لم أضبط ساعتي لتوافق فارق الزمن بين المساحة التي اسكنها ومساحة تتنفس وجودك .. ولم تضبط الساعة كنه مرور دقائقها أمام عيوني وهي تختلس مني جواهر إحساسي تجاهك ..!!!
وكم من لحظات لا نضبط وميضها, فتقبض علينا متلبسين بشيء قد ينكره العقل الظاهر, ويؤكده العقل الباطن ..
ثمة تفاصيل جميلة بقيت على الورق, لتشهد بأن الحبر سيد الخلود وأنّا قد أسلمنا أنفسنا في ذات صبابة لطوق النور الذي اتخذ من الليل جيدا يتزين بتطويقه ..
وكل الودائع التي أودعناها ذات إحساس جميل, تبقى كختم ألصق على جبين الصخر.. والصخر لا يتنكر أبدا لآثار الصدق وإلا لما أولجنا من باب التاريخ إلى الحضارة ولما عاشرنا أقواما تفصلنا عنهم أحقاب سحيقة ..
لا ادري لماذا أخالفني لأوافق قلما يتسلق إلى طبقات سمائك مترجلا لمجرد إنه تعلق بأصابعك وما يندرج تحت بصماتها البليغة حين تنكب على الورق وهي في طريقها إلى بريد القلب.