نساء النساء هم الأزواج العاطفيون
فالزوج العاطفي هو الزوج الذي لا تكون عاطفته إلا على زوجته فقط ,فهو يقاد ولا يقود ؛كالزوجة الودود ؛ صبره بلا حدود وإن نصحته زدته برود؛ فزوجته هي الجَمل وهو بجانبها قـَعود.
سبب تسميته بالعاطفي ؟
سمي بالعاطفي لأن هذه العاطفة متعلقة بالزوجة فقط !
فلايبصر إلا بعينها ولايسمع إلا بسمعها؛فهو لا يستطيع أن يخفي هذه العاطفة؛ فالمواقف تفضحه والعبارات تخونه؛ حتى إنه ليرى جمال زوجته فوق الحقيقة.
فو الله مـاأدري أزيـدت ملاحـةً وحسناً على النسوان أم ليس لي عقلُ
إنه التطرف والغلو العاطفي؛ فتجد العاطفي تبعاً لزوجته يصل قريبه إرضاءً لها؛ويغضب أمه من أجلها ؛ يصاحب من زوجته صديقة لها؛ إن انشغلت في زيارة أهلها أو صديقاتها؛ تذكر هو إخوانه وقام بواجب الزيارة وإن لم تنشغل لازمها فهو يحوم حولها وعليها وتكاد كبده تلتصق بكبدها.
إذا خرج إلى النزهة مع إخوانه ألح على الخروج بها ؛ فإن كانت النزهة للرجال فقط ؛ كان وقع الخبر عليه كالصاعقة!؛ ولكنه لايبيّن ذلك حتى لا تعيبه الرجال ؛ فلا ترى إلا تغير لون الوجه والصبر الذي ضده الجميل .
وأما إن كانت النزهة بالنساء فما أحد أطيب ولا أندى منه ؛ فتراه متهللاً كأنك تعطيه الذي (هو) سائله !.
أما الصعقة الغضبية؛ التي يصرّع حولها الصبر والحلم والأناة؛ فهو الانقياد الأعمى من الزوج على حساب دينه ؛ ففي الأعراس التي تخصه ؛ تراه قد فوض زوجته أمر دينه ودنياه ؛ فتعبث به وبضيوفه من أهل الخير والمروءة ؛ فتسومهم من ألوان المنكرات ما يزلزل الغيرة والرجولة ؛ وهو ساكن ؛ لا يهش ولا ينش ؛ بل(يسر بما يساء به اللبيب) , حتى إن العاقل ليسأل نفسه ؛ هل هذا بشر؟ أم حجر ؟
وقس على ذلك حاله في البيت والسوق والنزهة وغيرها ؛ في قطار من الذّل الذي لا ينقطع , ولو تحركت نفسه الضعيفة وأراد أن يخالف زوجته لا أن يأمرها ؛ سلت عليه سيف انتقامها حتى ترده إلى الجادة فلا يغر عن الطريق , تحدوه العاطفة وكثرة المران على الطاعة , فهي كشقي الرحى تعركه فيسحق فلا تزيده إلا ذوباناً في شخصها ؛ فهو قليل الحيلة إذا غضبت ترضاها ؛ وإذا رضيت فداها ؛ إن ضحكت ضحك ؛ وإن بكت بكى معها ؛ لا تأخذه في العاطفة لومة لائم فحاله يقول:
أجد الملامة في هواك لذيذة حباً لذكرك فليلمني اللـوم
ولكم أن تعجبوا من هذه العاطفة ولا عجب !
فالعاطفي ؛ شديد التأثر سريع الانفعال ؛ مرهف الإحساس ؛ فصدره ميدان رحب يمتلئ بالعاطفة على زوجته فقط !
وما هو إلا أن يراهـا فجـأة فتصطك رجلاه ويسقط للجنب
والغريب أنني قرأت في تعريف العَطـَف بفتح العين والطاء (نبت يتلوى على الشجر , لا ورق له , ولا أفنان ترعاه البقر خاصة وهو مضر بها ) فما أشبه العَطـَف بالعاطفي ؛ ومن أبصر علم ؛اللهم فسلم سلم .
إخواني وأخواتي لم أكتب هذه الكلمات إلا من باب التنويع نريد نثراً يليق بهذه الواحة الجميلة
ولا يظن أحد العاطفيين أنني أتهجم على المرأة فيخرج عن السرب فالمرأة هي ملهمتي الشعر والنثر
آمل أن أرى نقدكم وتعليقكم ولكم جميعاً كل الحب والتقدير..
(لكم تنسيق النص)