مررتُ بقريةٍ تحتَ غمامةٍ زرقاءَ في بلاد النيروز سمعت أنها
أميرةٌ خلخالها عبقريٌ والعقيق مبجلٌ وعود الهند في البلاط سنها
قَرَأتُ لأجلها.. تَاريخَ مُلوك السِندْ وحفظت مواويل الجن وفنها
هتكت عرض الليلِ على عودٍ عتيقٍ بثلاث أوتارٍ أتقنت دنها
بالخدور.. عشقٌ بتولٌ خاشعٌ في محرابه خلجاتهُ أنا من خنها
وعلى الأطلال وقفت بين الرصافة والعتيقة.. يحرسها من البرق وميضُ
ثلاث غيمات زرقاء هلَّت جثمانيتها تحتضر وضبابٌ في صفاصف بيضُ
مغراب هناك من مرزاب عبدٍ بالكاد أعتق نفسة متوعكٌ بالدار مريضُ
كفها مع لامع البرق كالثريا مشعٌ وزورقٌ في دمعها من نهر المقلتين يفيضُ
كدم الغزال أنفها البارد وجوريةٌ في الثغر وعتيق خمرٍ بين الشفاة عضيضُ
هرع الحي وتنادوا ياعذارى أشعلوا مصباح زيت بالقناديل وأنتن غضيضُ
لما رأوا بالثغر جمراً مصفصفٍ مصطلٍ والغضى جزلاً وكف بأجذال مهيضُ
كمصابيح رهبانٍ شبت وشبشبت ونمت بنت الخليل وهي للأوثان نقيضُ
غدرت بوعدها وحلفت حلف فاجرٍ فأنكرتني المدينة وأهلها والفضاءُ عريضُ
قلت ورب من خط الزبور والفرقان إني أحبكِ ومن مثلك يحب حضيضُ
بالعتيقة لها دار فيها حاجب وحجاب والنائخات حَبّ الخِمخِم تَسُفُ ربيضُ
غفوت حول رواقها والزجاجة الزرقاء تسكب عبقها و خضب البنان عضيضُ
بالعرضات..عرضت هتك عرض الليل بقصيدة عرضها عرض السماوات تهيضُ
من نار عينيك ذابت قصائدي..وتجدولت تحت صنوبر الوجن والحرف مخيضُ
شهبٌ تهوى بسلسبيل الريق..وذلك النيزك بين العقيق والنحر بالهجير رميضُ
كهمس الريح للسنابل صبابتي.....متلفع بجبةٍ أخفيها وكم كنت للثقلين نقيضُ
أما سمعتي صوت صفيري كبلبلٍ متبللٌ .....يحوم حول الحمى له الجنحان نفيضُ
الغمام منهمرٌ والشعرله ثملٌ ....والشيخ يرمقني وأنا كطفل ترك الثدي خضيضُ
بها كافور معتمدٍ ومسك أباطرةٍ...... والف ساقيةٍ لضفائرها ترقب النبيذ يفيضُ