اليوم نواح ونحيب
يا صاح , ويوم التعذيبْ
الجرح الضامد أشعل فيه
كلام الأحباب لهيبْ
قد نزف الجرح فذكرني
أيامي والعهد قريب
حيث الأيام المشرقة
والحب في ظل حبيب
قد كنا يوما في رغد
من عيش والعيش يطيب
قد كنت أناجي في سري
من غير كلام . . فيجيب
أحسست بأني في الدنيا
أعشقه من غير رقيب
كم كان سميري في ليلي
كم كان لبرء الداء طبيب
لا يفتر يوما عن ذكري
بلسان مديح ونسيب
كم كان العاذل يرمينا
بسهام , لا سهم يصيب
كم واعدني كم عاهدني
أني أبدا ما عنه أغيب
وإذا خِلي نَقَضَ العهدَ
أقصد من كنت إليه حبيب
وتبدل في الحب بغيري
ويقول : بأن الحب . . نصيب
وكأن الحب وما عهدوا
وليالي الوصل أكاذيب
ما كان يخيل لي يوما
أو أن يخطر في ذهن لبيب
أن يفترق الجمع وينسى
حقا . . أمر الحب عجيب
أصبحت اليوم إذا ذكروا
تنهمر من العين شآبيب
هذا ما كنت أحاذره
من دهري , وللدهر تقاليب
محمود عبد الفتاح الرفاعي
12 / نوفمبر / 1998