ملخص خطبة الجمعة 13 صفر 1436 هـ 5/12/2014م
للعارف بالله الشيخ حسني حسن الشريف (الحسيني نسباً) حفظه الله تعالى.
-- شبهة عند بعض المسلمين –
___________________________________
شبهة تطوف برؤوس بعض المسلمين تشككهم بوعد الله وعدالته. المسلمون يصلون ويصومون ويحجون ويزكّون، والكلّ يبتهل ويدعو، ومع ذلك فإنّ فلسطين لا يزال يستمر فيها القتل، والبيوت فيها تهدم، والقتل الأهوج جاثم على صدر العراق وسوريا، دون أي ملاحظة لحقوق الإنسان، والعالم الاستعماري يعبث بنا. فكيف يغيب النصر عن الأمة، وتغيب رحمات الله عند عباده وواقع المسلمين على ما قد وصفت، هذه هي الشبهة.
هذه الشبهة تنطلي على من لم يقف على معاني كتاب الله! قال تعالى "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" وتطبيق هذا عمليا خلَّده الله في تطبيق هذه السنة الإلهية في غزوة أحد. من أجل خطأ اجتهادي وقعت فيه ثلة يسيرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيدون على خمسة وعشرين أو ثلاثين رجلا، تحول النصر إلى هزيمة، ولم يشفع لذلك وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بينهم، بل أصاب رشاش ذلك شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم... فتعالوا قارنوا بين ذلك الغلط اليسير الذي وقع فيه خمسة وعشرون رجلا بالنسبة لسبعمائة مقاتل وعلى رأسهم رسول الله، وبين الأخطاء الكثيرة التي ينجرف فيها المسلمون اليوم ويبتعدون فيها عن حدود الله، قارنوا بين الحالين تعلمون حينئذ أن الله تعالى قد أكرمنا بقدر كبير من الرحمة. نحن نستأهل الخسف بناء على ما قد عامل به الباري أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة لحال الكفرة، فهلاّ حجب الله عنهم النصر لكفرهم؟! "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون" أغرقناهم بالنعيم ومظاهر النصر ... صورة طبق الأصل لكفران الطغاة في هذا العصر. هؤلاء الطغاة الكفرة الجاثمون على صدر العراق وفلسطين وسورية .... هذه سنة الله تعالى فيهم، ولكن إلى حين، "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"، وهذا اليوم قادم لا ريب فيه، فسنن الباري لا تتبدل. انظروا قصة سيدنا نوح مع قومه، وذات الشيء ما جرى لقوم ثمود، وقوم صالح، وقوم لوط ... "وأملي لهم إن كيدي متين".
أين المؤمنون الذين صدقوا مع الله؟! ثم لا تستعجلوا إهلاك الله للطغاة فلله عز وجل قانون وسنة: يملي، ثم يملي، ثم يملي، ثم إنه إذا أخذ، أخذ أخْذ عزيز مقتدر.
والله إن رحَيل أمريكا والصهيونية قادم لا شك فيه بإذن الله، وإنّ اليوم الذي ستُدفنا فيه في قبر قذر من الهلاك قريب، ولكن الزمن بيد الله والناس يستعجلون، وقانون الله لا يتبدل.
__________________________________
للعارف بالله الشيخ حسني حسن الشريف شيخ الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية. -حفظه الله تعالى -.
المصدر : صفحة الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية
https://www .facebook.com/Tareeqa.Khalwateyyah?ref=ts&fref=ts