الشهرة وصكوك الغفران!
تراه في نأنأة الشهرة، وفي أول مدارجها، في هيئة خاشعة ملتزمة أمر الله تعالى وشرعه.. ملتح مثلا.. محجبة مثلا.. يتكلم عن أصول وضوابط..
ولكن.. ما إن يسطع نجمه وينتشر اسمه حتى تراه يتخفف تدريجيا من تلك التكاليف الشرعية.. تطير اللحية.. ويطير الحجاب، أو يتحول إلى حجاب مودرن.. وتصبغ الوجوه بالألوان.. وتنحل عقد الضوابط عقدة وراء عقدة، حتى يصير الواحد منهم كغيره، ويأخذه تيار الوسط الفني الشائع، فيتغير بدل أن يغيّر!
يتساءل المرء: هل الشهرة تبيح المحظور وتسقط الواجب والتكاليف؟
لماذا يظن هؤلاء أن مجرد شهرتهم وظهورهم في وسائل الإعلام وصفحات التواصل، بسبب قلم أو صوت أو موهبة من ّ الله بها عليهم، يجيز لهم من الأمور التي لا تجوز لغيرهم؟
وهل الشهرة مدعاة إلى التهاون والتحلل من أمر الله، أم أنها مدعاة إلى شكر المنعم سبحانه وتعالى؟
وهل الشهرة صك غفران للممثل أو المنشد أو الشاعر أو الأديب أو الإعلامي؟
ثم لماذا يتصور هذا (المشهور!) أنه قدم خدمة للبشرية لم يقدمها أحد مثله حتى يرى نفسه أهلا للتحلل من تكاليف الشرع والدين؟
وهل أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم.. وقد غفر االه تعالى له ما تقدم وما تأخر.. يقوم الليل حتى تنفطر قدماه، ثم يقول: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا..
أيها النجم!
إعلم أن حبر قلمك سوف ينفد.. وصوتك الشجي سوف يخبو ويذهب.. ووجهك البراق سيوارى في الثرى..
فلا يغرنّك ما أنت فيه.. فما عندك ينفد وما عند الله باق..