احتضار وردة ..
تفتحت وفاح عطرها الساحر ، و أصبحت العيون تتجاذب نحوها ، تتأمل جمالها ، تحاول أن تبتاعها إلا أن
سعرها كان يبعدهم عن قطفها ، و يكتفوا بالنظر إليها و تبادل الابتسامات و ثم يرحلوا ... حتى جاء سمير الذي
امتلئ جيبه بالمال الوفير ، دخل إلى محل الورود ، طلب منه أجمل وردة ليقدمها لعروسة في يوم زفافها ...
فما قدم له البائع سوى ملكة الورود ... و عندما رآها سمير قال له : نعم ... نعم هذه الوردة ... أريد هذه الوردة ...
من فضلك لفها بقماش أبيض ....
البائع : حسنا ...
مسك البائع السكين و قرب حدها الحاد من ساق الوردة و قطعه بقوة .. فصرخت الورد متألمة بصوت عالٍ
لم يسمعه سوى قلبها ، إلا أنها بقيت مبتسمة نضرة تسر كل من يراها ، فأتى بقماش أبيض و لفها به و كأنه يضمد
جراحها .. و من ثم قدمها لسمير ....
أخذها سمير و هو في غاية السعادة حتى أنه في طريقة لم يكف النظر إليها و التمعن برونقها الأخاذ ...
فازداد نزيفها ، و ازداد ألمها ، و تضاعفت آهاتها ، حتى أنها ذرفت كثير من الدموع التي امتزجت بدماء نزيفها .
فما كان بحيلتها سوى أن تخط عباراتها و هي تلفظ أنفاسها الأخيرة ....
ظلمني جمالي ، وللجحيم رماني ، ها أنا أنادي ، أصرخ ، ليتكم تسمعوني !! مشاعري جرحت و أحاسيسي
تنزف ، اليوم تقدموني هدية لعروس بكفن أبيض ، و غدا سأكون في مقبرة المهملات ، يا ترى لم تعلموا ما معنى
جمالي ؟؟ ألم أبعث في نفوسكم السرور و أرسم الابتسامات على وجوهكم الذابلة ؟؟؟ فهل بقتلي تردون لي
الجميل ... ؟؟؟ فوالله هذا ظلم ... ظلم ...... لم و لن تنصفوني أبدا ..............................أشهد ألا إله إلا الله .....