ألقاها طائر خرافي ...عاش على الأرض بضعاً وخمسين وجعاً...
ريشة تقاذفتها ألسنة الريح..
كانت ذات يوم تسبح في محبرة عتيقة، حررها صوت ملائكي..
ارتجل سحرها، وشتت صمتها، وألقاها على حافة الورق..
كتبت عن الأنين...عن الوهج... وعن عبث الريح بالصدى...
تشبه النور الغريب...الذي يمزق تلابيب الظلام...
فتتساقط الأماني حبراً...يعانق صهيلَ الورق...!!
يتحول الحبر لماردٍ أزرق ...يعبث بإحساسها...ويسفك الحلم على قارعة البلاهة...
يعجنها بالحرف...ثم يفردها على نشابة الوجع...
لتعانق مخابز الحياة...لتخرج الــ"كلمة"...
مجرد "كلمة" مغمسة بالأنوثة...تختزل الولــه...تعيد ترتيب أبجدية الولع...
مجرد "كلمة" تتقن تطعيم الشعور بقامات من ألق...
مجرد "كلمة" تعانق "كلمة" لتنجب "جملة"...!!
مجرد "جملة" تعانق"جملة" لتنجب نصا....!!!
مجرد" نص" يثور... يبكي...يحكي قصة عروس عزفت على قيثارة الصدق...
"نص" خارج علامات التنصيص و التقصيص، لا تقيده أنوثة، ولا تحكمه أعراف القبيلة...
تتبلل شفاهه بالألم...وابتسامة من نور...
تزرع على تلك الشفاه منابت زهر...
فيستحيل النص من مجرد "نص" لسيرة كلمة...
سقطت عن ظهر الحياة عمداً...
كانت ريشة...منقوعة بالحبر والتجربة..بالفكر والنظرية...
تغسل بياض الورق ببياض الروح...فلا الزرقة تغفر الدنس...
ولا الحمرة...إنه الأبيض وحسب...!!
إنها سيرة عروس...متفردة...خطبها الكون لنفسه...
فراحت تفترش فضاءاته...وتتوسد أقماره...!!
تلتحف البياض...تسكن أهداب الكون...
تعزف على قيثارة الأدب لحنا لا يعرفه سواها...
تغرق في محبرة...ينقذها سن ريشة قديمة...
تتقن كيف تترجم ذلك الغرق...
تصنع قوارب من كلمات...تبحر في عمق الشعور...
تعانق ألوان الطيف السبعة...لتخلق لوناً تاسعاً...
غسلت الورق...فكان الكلم هو بياضها...
تنزوي في زاوية من النص...
لا يراها أحد...فقط يشتمون بخور إحساسها يحترق...
يثملون من كلمة كتبتها ذات حين...
مجرد "ريشة"...تقاذفتها ألسنة الريح...
حين ألقاها طائر خرافي...عاش على الأرض بضعاً وخمسين وجعاً...