شكرا لمرورك الكريم السيد الفاضل أبو رأفت ..
إنّ ممّا قاله الحكماء ويقوله العلمُ واللّبُ والعقلُ والشرعُ " لا مشاحة في المصطلحات إذا اتّضحت المعاني".
أظنُّ أنّ القارئ والمتلقّي يفهمُ ما يُقصد بلفظة الضمير وهو الوازع الدينيّ، وهو القلبُ المعتبر والعقل المتنوّر .. هو صوتُ الفطرة.
رأيك ووجهة نظرك تُحترم .. الشكر لك على الحضور
___________________
إنّ من مظاهر ما ذكره الأستاذ الفاضل يسار الحباشنة في معنى أنّ الضمير هو فقد الدافع إلى الإثم لا القوة الذاتية الكامنة على مقاومة إغراء هذا الإثم.
هو كمثال ما ورد في قوله تعالى " وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً " (الإسراء:32).
فالله سبحانه وتعالى قال : لا تقربوا .. أي أتى إلى جذور ما يوقعك في حبائل هذه الفتنة الخطيرة والفعلة الشّنيعة. فحذر الله سبحانه العباد أن يقربوا درب وسبيل هذه الفتنة وهذا الأمر، بقطع أسبابه وسبيله وما يقود إليه ابتداءً. ومنها تحريم النّظرة وغضّ البصر، وتحريم الخلوة، وأمر المرأة باللباس المحتشم الغير مثير، والمشية المحترمة الحيية، وغير ذلك من حسمِ أسبابِ هذا السبيل، فضلاً عن تسبّب العبد الأسباب الذاتية والاحتياطات الشخصية التي يعرفها في حياته وواقعه، فلا يخوضُ في سبيلٍ يقرّبه إلى هذا الأمر المحظور.
فهنا مثالٌ لما أشارَ إليه الأستاذ يسار الحباشنة من اتّخاذ الاحتياطات اللازمة لدفع الدافع والخروج من مأزق جزء العقل المتخلّف .. وأوامره.
وكمثال آخر قوله صلى الله عليه وسلّم "لا تغضب". في مناسبات شتّى، فالغضب أحد أكبر الأسباب الموقعة للعبد في مطبّاتٍ كثيرة ومنزلقاتٍ كبيرة، لأنّ الغضب إذا استحكمَ غطّى على العقل وضعّفه، وصار المرءُ تحت سلطان الانفعال والثورة العصبية فينقادُ لها بكلّ سهولة، وهنا يجدُ الشيطان سهولةً ويسراً في اختراق العبدِ وتوجيهه بلا موانع ومقاومة لأنّ صوت العقل والرزّانة والهدوء قد غاب بحضور الغضب وسطوته. فكان من أعظم توجيهات النبوّة ألاّ يغضب العبدُ ولا يركنَ لسطوة غضبه وفي مناسباتٍ كثيرة وأحاديث عدّة جاء هذا التوجيه النبويّ الشريف.
ولا شكّ هناك مظاهر أخرى وكثيرة فيما ذكره الأستاذ الفاضل في اتّخاذ الاحتياطات قبل الوقوع رهن ضحيّة غضب أو إغراءٍ يصعبُ مقاومته أو انجراف لحكم الجزء المتخلّف من العقل.