تتدلّى من شراييني أغصان غيم،
وتسكنني شرفات الصدى.
يمتدّ الطريق مثل وترٍ
يبحث عن أنفاسه في فضاء مترع بالرجفة.
تشرين يعقد أوشحة الندى،
ويزرع في حقول الروح ملامح سفر،
فتنبت على حواف قلبي
أغنيات مبللة بالفرح الخجول.
أجلس عند ضفة الضوء،
أرتشف من كوثر الغروب خمرة ألوانه،
وأصغي لخطى النسيم
وهو يوقّع صلواته على أهداب صنوبر الجبل.
وتغمرني ريح تشرين
بوشوشاتٍ من لحن قديم،
كأنها تراتيل طفولة
نامت على وسادة المطر.
في عيون الغيم أقرأ وجهي،
وأرى المدى يتسع مثل مرآة
تعكس كل الوطن،
وتعيدني إلى ينابيع النقاء الأولى.
تتشابك خطواتي مع ظلّي،
فأغدو غريبًا في وطن الحلم،
أطارد فراشات الوقت
التي تتناثر بين أصابع الفجر.
أمدّ كفّي نحو الأفق،
فيلامسني ضوء يتيم،
ويعلّق على جبهتي
إكليل انتظارٍ لا ينتهي.