أفتّش عني/المختار الدرعي
أفتش عني
في زحمة الأصوات التي لا تشبهني،
في الوجوه التي تُعيد صياغة نفسها كل صباح،
في الكلمات التي تسقط من فمي باردة،
كأنها ليست لي.
كل شيء له ملامحه الحادّة:
الزمن يقرع ساعاته،
دموع المطر تطرق الزجاج،
الغبار يخطّ سيرته الغير مرئية على الطاولات…
إلا أنا،
مجرّد فراغ له صوت أقدام.
أجرّ جسدي حقيبة لمسافر غريب ،
وأصغي لصوت خطواتي
كأنها تنتمي لقامة غيري.
في داخلي،
دهليز طويل بلا أبواب،
مرايا تعكس وجوهاً لم أرها من قبل،
أفتّش عني،
لا في الماضي الذي يُقشّر الذكريات ،
ولا في الغد الذي يلوّح كقطار فائت،
أفتش عني في الٱن ،
حيث أجلس قبالتي
وأكتبني،
علّ الحروف تصير دليلاً
على أنني…
مررتُ بي .