نص جميل محمل بالرموز والمشاعر العميقة
يعبر عن حالة إنسانية تمر بحالة من التيه والإنكسار والوحدة والبحث عن الذات
تعدّ الليل
كأنك آخر نجمة
تخشى أن توقظ النهار من غفوته!
هنا تصوير لشخصًا وحيدًا، ساهرًا طوال الليل،
فيها إحساس بالانعزال، والرهبة من التغيير، أو من ضوء الحقيقة.
تضع ظلّك في جيب الريح
وتعتذر للريح
أنك بلا اتجاه!
هنا استعارة عن الضياع والتيه.
أن تضع ظلك في "جيب الريح" أي أن وجودك أصبح هشًا، غير محسوس.
وتعتذر لأنك لا تعرف إلى أين تذهب، فلا تملك طريقًا واضحًا.
تمرّ بأبوابك
واحداً…
واحداً…
ولا تطرقها
خشية أن يردّ عليك صوتك الوحيد!
هذه صورة للاغتراب الداخلي: تمرّ على "أبوابك"، أي أبواب ذاتك، ذكرياتك، أو ربما منازل ماضيك،
لكنك لا تجرؤ على المواجهة، لأنك تخشى أن لا تجد أحدًا إلا نفسك وصدى وحدتك.
تكتب على الجدار
"مررت من هنا"
ثم تمحوها
كأنك
لم تمرّ بك أبداً.
هنا إحساس بعدم الأهمية أو الوجود.
حتى حين تترك أثرًا، تمحوه، وكأنك غير جدير بأن تُرى أو تُذكر.
وكأن الإنسان صار غريبًا حتى عن نفسه.
تبتسم للهاوية
كأنها صديقة طفولة
وتسألها:
هل ما زال الموت يحفظ ملامح وجهي؟
هذه ذروة الحزن الهادئ أو اليأس الفلسفي.
أن تبتسم للهاوية، يعني أنك ألفتها، تعايشت مع الخطر أو الموت،
وتسأل الموت: هل ما زلتُ كما كنت؟ هل ما زلتَ تعرفني؟
كأن الموت صار الرفيق الوحيد الذي يتذكره.
يا أنت
لا ترفع الستارة عن وجعي
وتناديه مشهداً
للعالم
ولا تخلع نعليك
على عتبة صمتي
وتظنّه مصلى
هذا خطاب مباشر للآخر –يقول له:
وجعي ليس مشهداً.. صمتي ليس قداسة.. لا تقدّسه، ولا تعبث به.
أبدعت ببراعة بتصاعد درامي مؤثر ومميز
نثرك ممتع وصورك رائعة.


