أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ندى غيمة تشرين

  1. #1
    الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : مكة المكرمة
    المشاركات : 544
    المواضيع : 89
    الردود : 544
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي ندى غيمة تشرين

    تتدلّى من شراييني أغصان غيم،
    وتسكنني شرفات الصدى.
    يمتدّ الطريق مثل وترٍ
    يبحث عن أنفاسه في فضاء مترع بالرجفة.
    تشرين يعقد أوشحة الندى،
    ويزرع في حقول الروح ملامح سفر،
    فتنبت على حواف قلبي
    أغنيات مبللة بالفرح الخجول.
    أجلس عند ضفة الضوء،
    أرتشف من كوثر الغروب خمرة ألوانه،
    وأصغي لخطى النسيم
    وهو يوقّع صلواته على أهداب صنوبر الجبل.
    وتغمرني ريح تشرين
    بوشوشاتٍ من لحن قديم،
    كأنها تراتيل طفولة
    نامت على وسادة المطر.
    في عيون الغيم أقرأ وجهي،
    وأرى المدى يتسع مثل مرآة
    تعكس كل الوطن،
    وتعيدني إلى ينابيع النقاء الأولى.
    تتشابك خطواتي مع ظلّي،
    فأغدو غريبًا في وطن الحلم،
    أطارد فراشات الوقت
    التي تتناثر بين أصابع الفجر.
    أمدّ كفّي نحو الأفق،
    فيلامسني ضوء يتيم،
    ويعلّق على جبهتي
    إكليل انتظارٍ لا ينتهي.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,766
    المواضيع : 383
    الردود : 22766
    المعدل اليومي : 4.76

    افتراضي

    ندى غيمة تشرين" بوابة تدخل منها إلى تأمل الذات والوطن والطفولة،
    عبر لغة تمزج المطر والضوء والغيوم مع الحلم والذاكرة والحنين.
    تتدلّى من شراييني أغصان غيم"،
    هنا الذات والغيوم يتداخلان، كأن الطبيعة تسكن الجسد.
    الطريق/الوتر: يوحي بالبحث عن نغمة أو انسجام ضائع، وفيه حضور الموسيقى كرمز للشجن.
    الغروب يتحول إلى شراب روحي، يملأ الداخل بالنشوة.
    النسيم/الصلوات: الطبيعة هنا ذات بعد قدسي، النسيم يوقّع صلواته.
    الغيم يصبح مرآة تكشف الوجه وتعكس الوطن.

    النص يتأرجح بين حنين لطفولة نقية وغربة راهنة.
    ظلّ الغربة في "وطن الحلم" يوحي بأن الوطن نفسه صار حلماً لا واقعاً.
    النص لوحة وجدانية خريفية، حيث يصبح تشرين فضاءً للتأمل في
    الذات والطفولة والوطن، ومسرحاً للحنين والانتظار.
    كأن نصك مرآة تشرين:
    غيوم تتدلّى من الروح، تغسلها بالندى، وتعيدها إلى طفولةٍ غفت على وسادة المطر.
    لكن خلف الجمال يطلّ حزنٌ صامت، يضع على جبينك إكليل انتظار لا ينتهي.

    أبحرت بين حروفك وغصت بين أمواجها فتهت بين الحروف ومتاهات السطور
    نص أكثر من رائع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : مكة المكرمة
    المشاركات : 544
    المواضيع : 89
    الردود : 544
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    ندى غيمة تشرين" بوابة تدخل منها إلى تأمل الذات والوطن والطفولة،
    عبر لغة تمزج المطر والضوء والغيوم مع الحلم والذاكرة والحنين.
    تتدلّى من شراييني أغصان غيم"،
    هنا الذات والغيوم يتداخلان، كأن الطبيعة تسكن الجسد.
    الطريق/الوتر: يوحي بالبحث عن نغمة أو انسجام ضائع، وفيه حضور الموسيقى كرمز للشجن.
    الغروب يتحول إلى شراب روحي، يملأ الداخل بالنشوة.
    النسيم/الصلوات: الطبيعة هنا ذات بعد قدسي، النسيم يوقّع صلواته.
    الغيم يصبح مرآة تكشف الوجه وتعكس الوطن.
    النص يتأرجح بين حنين لطفولة نقية وغربة راهنة.
    ظلّ الغربة في "وطن الحلم" يوحي بأن الوطن نفسه صار حلماً لا واقعاً.
    النص لوحة وجدانية خريفية، حيث يصبح تشرين فضاءً للتأمل في
    الذات والطفولة والوطن، ومسرحاً للحنين والانتظار.
    كأن نصك مرآة تشرين:
    غيوم تتدلّى من الروح، تغسلها بالندى، وتعيدها إلى طفولةٍ غفت على وسادة المطر.
    لكن خلف الجمال يطلّ حزنٌ صامت، يضع على جبينك إكليل انتظار لا ينتهي.
    أبحرت بين حروفك وغصت بين أمواجها فتهت بين الحروف ومتاهات السطور
    نص أكثر من رائع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرًا لقراءتك العميقة التي التقطت أنفاس النص كما لو كنت تلتقط خيوط المطر وهي تهبط من سماء تشرين.
    تحليلك أضاء الزوايا الخفية بين الغيم والطفولة، بين الحلم والوطن، حتى بدا النص مرآة لوجدانك أنت أيضًا.
    سررتُ كثيرًا برحلتك في حروفه، وبأنك أبحرت معه حتى آخر قطرة ندى.
    امتنان كبير لحضورك الراقي وكلماتك التي أضافت للنص بُعدًا آخر من الجمال
    خالص الود و الاحترام