ما بيني وبينك جسرٌ من الآهات ممتد, وقوافل من غيومِ الحنين تُغطي السماء إلى حين إعلان الهطول, فأرضنا عطشى تكسو وجهها ستائر الجفاف وسكنتْ تقاسيمها جذور اللوعة المتعجرفة اشتياقاً للمطر, ورغم الاحتراق وجدب المكان تحملُ لوعتي بعضاً منك لتزيد بداخلي براكين احتياجي إليك .
الغيم اليوم أجحف ما يكون, وأرضي اليابسة تهالكت أنفاسها وجذوات نيرانها اتقدت بداخلي تحرقني وتوجعني من ناحيةٍ وصوب, حتى صرتُ كحفنةٍ منثورةٍ من رماد الأنين, وكدمعة ارتطمت بصخرٍ فتناثرت في صمت عذري لم يتفتق منه بوح .
أنا اليوم اشتاقك وأناجي الغيم الحابس ليهطلني على جبينك رذاذاً , وعلى ثغرك ندىً وبين يديك عناقاً, لاتوحَّد بك وأشكل في مساماتك نفسي من جديد , انا اليوم حكايتك التي تنامين عليها, أُسمعُك نفسي بنفسي حتى ياتلقك النوم بهدوءٍ وخجل, وأسافر على ترانيم كل شهقة تعلقت بيننا , وبين كل آهة شوقٍ افردت جناحاتها لتأتينا بحلم جديد .
اليوم أحدث الشوقُ شرخاً غائراً على ذاك الوجد المتأنق بكاءً , والدمع إحساساً ملبداً بالوجع الذي لا يفتأ يضرمني ناراً على الردهات والشوق إليك يستلذ في التعذيب ويحيلني الى الموتِ ولا أموت لأستريح .

كوني الامل , فأنا مازلتُ اتحدى الشوق بالشوقِ وأسوق امامي نهراً من النار وأجوب أرضك والوديان الى أن القاك .

والقاكم ..