بُكاءُ سحابةٍ متلهِّفة
ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّة
وهوًى تُلاحِقُهُ هُنالِكَ طَلْقة
ولدٌ يحِنُّ إلى هَواهُ بيومِ أن
غدَرت بهِ دربٌ تُضيَِّعُ حقَّهْ
حيرَى ويسبِقُها الدَّلال وموعدٌ
للبحرِ والصَّيادُ يحملُ رِزقَهْ
يدنُو مِن امرأةٍ ليسألَها فلا
يجدُ الإجابةَ بعدَ صيحةِ حرقة
القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍ
لا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ
وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لم
يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ
وأبٌ ربيعيٌّ وأمٌّ قلبُها
مِن فرطِ حُمرتِهِ كسَتْهُ الزُّرقَة
لا تمنعُوهُ دعُوهُ في أحلامِهِ
جرمٌ دعُوهُ لهُ ليحضنَ شَنقَهْ
بعُدَت عليهِم رغبةٌ كُبرى كما
بعُدَت على العميانِ تلكَ الشُّقَّة
النَّارُ من وجَعي، وكلُّ أوارِها
يمتدُّ في الجسدِ النّحيلِ بِشهقَةْ
والثَّلجُ بردٌ أجَّلتْهُ قصيدةٌ
زِدْنا مِن التَّعبِ اللّذيذِ بِحلْقَةْ
ما أفرغَت يُمناهُ في يُسرَى التي
إلَّا أسى ضيقٍ يُحطِّمُ طوقَهْ
رؤيا لبوجميليون، يا نرسيسُ ما
والماءُ عندَ التَّوقِ يُنكِرُ نُطقَهْ
رؤيا ستُنكِرُها الملامحُ يا فتًى
لم يدرِ غربًا في هواهُ وشرقَهْ
لم يدرِ غيرَ يدٍ تغادِرُ أختَها
غدرًا يعجِّلُ حتفَهُ بالفُرقةْ
وعلى الضَّريحِ كتبتُ يومَ رحيلِهِ
ولدٌ يموتُ لكي يُخلِّدَ عِشقَهْ.
[/GASIDA]


مصطفى