|
لأنّ جنونَ الرِّيحِ محبوبِيَ الأوفَى |
غرستُ بذورَ الطِّينِ في القلبِ كي نُشفَى |
نُخبّئُ ذاتَ الحُلمِ في الجَيبِ مثلما |
يُخبّئُ طفلٌ ما سكاكِرَهُ خوفا |
يُثيرُ غُبارُ الشّكِّ منفاكَ يا فتًى |
بهِ يتخفَّى خلفَ غربتِهِ المَنفَى |
ستكبُرُ يومًا، ثمَّ تنظرُ ضاحِكًا |
لنصِّكَ إذ لم تُحسنِ البوحَ والوصفا |
سألعنُ كلَّ الرّاقِصينَ على دمي |
لِأُرجِعَ أرضًا كم قضيتُ بها نزْفا |
حنينُكَ هذا المُخمليُّ استماتةٌ |
لنكهةِ ريقٍ كم تُقرِّبُهُ زُلفَى |
تأبَّطَ شرًّا وقتُكَ الدّائريُّ لم |
يَصُنْ جوعَكَ الممتدَّ في عظمِهِ كهفا |
فكيف تعودُ الأرضُ، والجيبُ عابثٌ |
بحلمِ فتًى أَرْداهُ في جُبِّها عُنفا |
وكيفَ نُضيءُ الحُلمَ والعتمةُ التي |
تُكرِّسُ قسوتَها وتمنحُهُ حتفَا |
إليكَ وقد أدماكَ لصٌّ .. مُكرَّرٌ |
يَعضُّكَ حقدًا ليتَهُ كفَّ واستكفَى |
ستَغسلُ هذي الأرضَ أحزانُها غدًا |
فقُل - لكلابِ الأرضِ - جئناكُمُ خسفا |
فؤادي قسَمْتُ الآنَ نصفًا لموطِني |
وصُنتُكَ عهدًا منذُ أبقَيتُ لِي "نِصفا" |
لشعبِكَ إذ يشتاقُ للجنَّةِ التي |
تُقيمُ بهِ لكنَّهُ .. يَجهلُ الــ كيفا |
لشعبِكَ وابنُ الـــــ .... يَستبدُّ بحقِّهِ |
أتشبعُ بَطنٌ حين تُطعِمُها الحرفا؟ |
لشعبِكَ .. مَقبُورٌ بِكفِّ شقيقِهِ |
رجوتُكَ ثُر واقطَعْ إذا غدَرَت كفَّا |
صباحُ ندى الزَّيتونِ يا كلَّ موطني |
تغلغلَ بِيَّ صداهُ واستوطنَ الجَوفا |
صباحُ دمي السَّيالِ في كلِّ حارةٍ |
لأنَّ "رفاقَ الجُرحِ" قد أسقطُوا السَّيفا |
صباحُ دمي العربيِّ حُرٌّ بإخوَتي |
فهل يذكرُ الماشُونَ مَن أكرموا الضَّيفا؟ |
صباح دمانا؛ إذ تسيل صدًى لها |
سيصرخُ ثأرًا ينصرُ الحقَّ في حيفا |
صباحُ عناقٍ قادِمٍ يا رفاقُ فَاســـــ |
ــــتَعدُّوا أراكُمْ أنتُمُ جُندَهَا الأَوفَى. |