|
عائدٌ واللهِ إنِّي |
عائدٌ رَغمَ التَّجنِّي |
عائدٌ فوقَ اغْترابِي |
أقتدِي صمْتِي، وإنِّي: |
إِنْ بدَتْ شمسُ بلادِيْ |
تنجلِ الأحزانُ عنِّي |
لمْ أخَفْ غَدرَ الليالي |
إنَّما الأخْطارُ فَنِّي |
لمْ أكنْ يوماً ذَليلاً |
في سَرادِيبِ التَّدَنِّي |
ما شَربْتُ الوَهنَ كأساً |
أو تلحَّفْتُ التَّمنِّي |
ما اقْترَفْتُ اليأسَ يوماً |
بينَ أضْلاعِي، وإنِّي: |
إنْ عجنْتُ الصَّبرَ خبزاً |
لم تَمُتْ بالجوعِ بَطنِي |
راكباً سُحْبَ حَياتِي |
سارقاً منها التأنِّي |
وصِحَافِي بارقاتٌ |
فاقْرَأنِّي واحْفَظنِّي |
ليسَ ثُقليْ جمعَ مالٍ |
إنَّما في العلمِ وزْني |
فكأنِّي سيلُ بحرٍ |
من علوٍّ، وكأني: |
سَابحاتٌ هَاطِلاتٌ |
تَرتجِي الأصقَاعُ مُزْنِي |
يا زمانَ البُعدِ بُعداً |
خُذْ حِمال الشّوقِ منِّي |
متعبٌ فيكَ رَجائي |
أهدمُ الحُزْنَ، وتبْنِي |
رُدَّني طيراً شَريداً |
يملأُ الأوطانَ لحْنِي |
لسُهولي لهضَابي |
لجميلاتِ التثنِّي |
للهوى أضْنَى فؤادي |
فتعَالى صَوتُ ونِّي |
رُدَّني للنهرِ، كانتْ |
مُبحراتٌ فيهِ سُفْنِي |
يَعزُفُ الصَّفصافُ لحناً |
والعصافيرُ تُغَنِّي |
والوُرَيْقَاتُ العَذارَى |
راقصاتٌ فوقَ غُصنِ |
أرتدي الليلَ وَحِيداً |
وخليليْ مَوتُ جُبْني |
فَسُقينَا خمرَ حُبِّ |
بالهوى مِن غيرِ دَنِّ |
ذيْ حياةٌ مِنْ رُبَا جنـّـ |
ـَاتِ فِردَوسٍ وعَدْنِ |
كيفَ نَحيا في فِراقٍ |
كيفَ- يا خِلُّ- أجِبْنِي؟! |
غُربتي وقتُ امتحانٍ |
يا زَمَانِي فامتحنّي |
في ليالٍ قاحلاتٍ |
وليالٍ ذاتِ مَنِّ |
غُربتي حِمْلٌ عظِيمٌ |
واحتضارٌ، غيرَ أنِّي: |
في سبيلِ العَيشِ مَاضٍ |
مُحْسناً باللهِ ظَنِّي |