دثريني دثريني ، وأغلقي صفحاتي القديمة أمام ضوء القمر فما عدت أجلس هنا على مكتبي الخشبي القديم ، ولن أجلس هناك على الشرفة ما دمت لا أستطيع قراءة لغة المكان . فنجان القهوة المر يعبث في كياني اليوم بعد منتصف الليل . لماذا أحتسيه حلوا ولم أضع فيه حتى ذرة من السكر ؟. ولماذا تلاحقني رائحة البن الفاخر وأنا أمسك قلمي وأدون بعضا من وجعي على أجساد الأوراق؟ . عجبا لهذا الألم كيف ينتقل من عالم الضياع والا وعي إلى قلبي ويمتزج مع كل نبضة كي يعلمني أن النسيان لا يمكن أن يكون.
أحاول أن أغفو على سرير حزني مع كل ومضة من ومضات النجوم . وهل يمكن أن ينام العازف والناي يبكي وا لأنين سيد المكان .
ايه يا صغيرتي ، كم هو الشوق عظيم في قلبي لتلك اللحظات
مطر وتراب ، ورائحة من امتزاج هذين الشيئين لا زالت تسكر كياني فأهيم أتمتم وأداعب أحجار المنزل أسأل نفسي ترى من أكون؟
لماذا نسيت اسمي لحظة هذا العناق الجميل ؟! وكيف سأصوع المعادلات والحلول لهذا الوجع الدافيء الذي لا ينتهي !!.
هي مئة عام مضت على هذا القلم الذي جلبته من مكان مجهول لأترك هنا على رقعة هذا الحديث اسمي المشوب بملايين الدموع والحسرات .
غفوة تأتيني ... أستيقظ بعدها لأجد نفسي أمام مرٱة قديمة تفضح تجاعيد وجهي وتبوح للأفق بكل تفاصيل تلك الأعوام التي جلدت كياني شبرا شبرا .
شيخ كبير , ٱلاف من الأعوام تقبع على شفتيه ، ولحية بيضاء ربما امتجز لونها بشيء أشد نصاعة من الثلج ، وكتب قديمة ودفتر ومكتب وشموع تموت أضواؤها مع كل ثانية تمر .
ربما هي لحظات في الماضي البعيد أتحدث عنها الٱن ساعة نسيان !!. وربما هي مرٱة مزيفة لا تعكس صورتي الحقيقية إلى الٱن .
دعوني وحيدا هنا لهنيهة . فكم هي الوحدة جميلة للقصيدة كي تجتر بعضا من ترانيمها المتلفحة برائحة الزعتر المتجذرة في شرايين الوقت اليتيم .
دعوني وحيدا ألوك سويعات مريرة أبحث بها عن بصمات قلبي وتشرد دواتي التي لا أملؤها إلا بدماء خيالات ذلك المنزل القديم , حين يمتزج الوله مع شموخ الزيزفون .
دعوني وحيدا, فلا أحد هنا يتفقد مرارة فناجين الشاي الكثيرة حولي غير تلك التينة القديمة بجانب البئر .
الصورة هنا عجيبة جدا ايها الأحباب لا يسعني إلا أن أصفها بدقة ووضوح .
زيتونة الدار الهرمة تتذكر هند . اتذكرها أنا لهنيهة، ثم أرفض تذكرها . لماذا كانت هند هنا ؟! ولماذا تختبىء هذة الحسرة العظمية في قلب زيتونه من أجلها ؟!
أعود أتذكر ملامحها وأبكي كما الصغار ثم أبدء بالهذيان .
أكانت طفلة هند في تلك الأيام ؟
لماذا أرى اسمها يكتب كل ليلة على جدران غرفتي ثم يزول ساعات الصباح ؟
وحتام ستلاحقني ملامحها البريئة كلما عاد لي الوعي وعدت شاعرا تحاول أن تتبرأ مني القوافي والأبيات؟؟!! .
الشرفة مطلة على مشهد بعيد ، إطلالة من قمة الجبل على يتم الوادي وتلوع الريحان ورعشات كروم العنب التي تحمل حل هذا اللغز كرها بين عناقيدها الخضراء .
أعود أصرخ من على الشرفة من أنا أجيبيني أيتها الكروم المتجذرة في الأرض أجيبيني؟ . وكلما صرخت صرخة قوية عاد لي صوتي عاريا يحمل أوزار تلك الذبذبات التائة عبر الصخور البيضاء . ثم لا يلبث أن يهمس بفؤادي ، هون عليك أيها المسكين ، واجلس بصمت ، ولا تتذكر شيئا الٱن .