أفتِّش منذ وقتٍ عنْ سُكون....... ينَقِّي النَّفْسَ منْ كلِّ اضطراب

تعبْتُ منَ البقاء بلا سُكونٍ...........كأنِّي دونه ملْءُ اغْتراب

فما طيبُ الحياة بلا سُكونٍ.......و لا سِحْرُ الغدير بلا انْسياب

قدِ انْجاب الدُّجى لكنْ أراه ........ أبَى عنْ عالمي أيَّ انجياب

ألاقي دائمًا كمْ منْ أمُورٍ...........أراها لا تَضمُّ سوى العَذاب

تَولَّى العمْرُ
إلا ما تَبقَّى.............و ما في حَوْزتي غيْرُ اكْتئابي

زرعْتُ من الأماني دون عدِّ........و لكنْ ما جنَيتُ سوى السراب

من الخيْبات قدْ عانيْتُ جدًا............و منْ هوْل الملامة و العتاب

و لولا النّحْسُ ما هاجتْ شجوني......و لا زادَ اعْوجاجي و ارْتيابي

رأيْتُ الغيرَ حقَّق مُبْتغاه...............و إنّي لم أزلْ خالي الوِطاب

تعكَّستِ الأمورُ و مال خطْوي ...........إلى دربٍ مليءٍ بالضباب

فهلْ فرضَ الزمانُ عليَّ ظلمًا .............بأنْ أبْقى مُحاطًا بالخراب

و كيف أنامُ مرْتاحًا هنيئًا ............. و هذا السهْد هوْلٌ زاد ما بي

إذا الانسانُ هاج الهمُّ ليلاً.............عليه باتَ في كنفِ العذاب

فليتَ السعْدَ عندي حطّ يومًا.......و ليتَ النحْسَ مال إلى الذهاب

إذا ما نلْتُ ما أصْبو إليه ...........لبسْتُ منَ الرضى أزْهى الثياب

و ودَّع خافقي عيْشًا مريضًا...............كثيرَ الهمّ مُسْودَّ الجناب

و حلَّ محلَّ هوْل السّهْدِ نومٌ...............ألذُّ منَ الطَّعام المسْتطاب

و ما سالتْ جُروحي منْ جديدٍ........و لا مالَ الهناءُ
إلى الغياب

فؤادي كالهزارِ يَودُّ دومًا ...............ملازمةَ الربا بدلَ الخرابِ

يكون العيشُ مرًّا في حَياةٍ............يُهَاجمها الأسى منْ كلِّ باب

و يحلو في حَياة ذاتِ حسْنٍ..........و سحْرٍ و ابْتهاج و اجْتذاب