ومذ غابَ غابتْ لَذَّتي وصفائي
وخاب على بابِ الظنون رجائي

تُسيُّرني الأيامُ مضطربَ الخُطا
أمامي همومي والشجونُ ورائي

وما طاب لي عيشٌ وضاق بي الفضا
وأعيتْ عيوني أنْ تردَّ بكائي

وشتَّتَ شملي بُعْدُهُ وأضَاعني
فغالبَ دمعي هِمَّتي وإبائي

يناديك قلبي في الدياجي بلوعةٍ
نداءً كنزعِ الروحِ من أعضائي

أنادي وأُرخي السمعَ عَلَّ نسائمًا
من الليل تأتيني بردِّ ندائي

سأبكيكَ حتى تفقدَ العينُ نورَها
فأنتَ طبيبي في يديك دوائي

فلا خيرَ في هذي الحياةِ وأهلِها
إذا كنتَ يا خيَر الأحبةِ نائي